السبت، 25 فبراير 2012

القيمة الذاتية


*******


*****
  نيكول ، امرأة شابة تحصل على ترقية في مجال عملها لتبدأ سلسلة الملاحظات و  التعليقات التهكمية من طرف الزملاء.
   "قالت انها حصلت على هذا المنصب بفضل لطافتها ، و أنها ليست أهلا له كونها قليلة الخبرة و الدراية "   في عطلة نهاية الأسبوع، تزور نيكول والدها ، بائع الأشياء التفليدية العتيقة و تروي له كل ما يؤرقها، قلقها من المنصب الجديد ، تعليقات زملائها
" و لكن، لماذا تعيرين اهتماما لهؤلاء الزملاء؟"    
"  لا بد لي من ذلك ، فهم اكثر مني خبرة و اقدمية، و يحسنون ما يعملون "

   
" اسمعي يا بنتي، اريد منك خدمة، اظنها ستنسيك قليلا ما يشغلك وتغير افكارك . هل بامكانك الذهاب غدا صباحا  للسوق، لتبيعين هذا الابريق الفخاري؟ اريد التخلص منه. اطلبي ثمنا له على الأقل 90 أورو.
   
" 90أورو!!! اليس الثمن مبالغ فيه؟؟؟
  
" اسمعي، مقارنة بثمن شرائه، فهذا المبلغ هو ما يرضيني. و سيكون لك ذلك بمثابة التدريب على البيع"  

 
في الغد، ذهبت نيكول للسوق، قضت صبيحتها محاولة البيع ، تقدم نحوها الكثير ولكن لا احد قرر شراء الإبريق .عند عودتها للبيت ، و بعد حكاية ما حدث طيلة يومها  قال والدها: " الآن خذي الإبريق ، وزوري زملائي في الحرفة" ، وعد لها خمسة من زملائه،  " ولكن  اطلبي منهم فقط بكم يرغبون شراء الإبريق ، دون ان تبيعيه لأي منهم"
   حملت نيكول الإبريق و انطلقت ، عرض عليها أولهم 400 أورو،  آخرين عرضوا أكثر من ذلك و قد عرض عليها أحدهم800 أورو. لم تصدق نيكول.
    
سألها والدها: " و لم لم تستطيعي بيعه بتسعين أورو؟"
" اظنني  قصدت اناسا قليلي خبرة و معرفة بالأشياء القديمة حيث لا يقدرون قيمتها"
" و لماذا برأيك عرض عليك زملائي تلك الأثمان؟"
  
" لأنهم محترفين، خبراء مهنتهم ، و يعلمون جيدا ان هذا الإبريق عتيق مؤرخ سنة 1760، و بذلك له قيمة كبيرة"
   
" حسن، الآن قكري في زملائك. لماذا تنتظرين منهم تقييما لك ؟ أتظنينهم خبراء؟
   
"لا"
   
" ارايت عزيزتي، لا تتركي ابدا احكام من هم عديمي الخبرة يؤثر فيك. اهتمي بأحكام المحترفين أو خبراء الطبيعة البشرية، و سترين أن قيمتك اكبر مما تظنين" .

*******

Share: