الاثنين، 4 فبراير 2013

اغسل طبقك


هناك قصة مشهورة من قصص الزن مفادها أن احد التلامذة طلب من المعلم  قائلا ” يا معلم ، أنا جديد هنا في الدير ، أرغب في أن تعلمني”
رد المعلم: “هل تناولت طبق الأرز الخاص بك؟”
رد التلميذ: ” نعم لقد تناولت حصتي من الأرز”.
فكان رد المعلم: ” من الأفضل لك أولا أن تغسل طبقك”.
عندها استنار التلميذ.
لست هنا لاستنبط العبرة و المغزى من هذه الومضة، فأنا بعيد كل البعد عن التنوير و الاستنارة و الإلهام و ما شابه، إنما ارغب في التركيز على بساطة النصيحة المسداة هناك:
هل تناولت طبق الأرز الخاص بك؟ إذا من الأفضل لك أولا أن تغسل طبقك.
تجول بخاطري هذه الومضة في أي حين ، في كل مرة انتهي من وجبتي، في الواقع ، ليس فقط عند الأكل ولكن  كلما قمت بمهمة ما.  ” انتهيت من تناول طعامك؟ اغسل طبقك إذا”
أرى هناك شيئا عميقا في هذه النصيحة التي تبدو وجيزة. لا تشغل بالك كثيرا بقضايا كبرى ، او كما يخبل لك أنها كبرى،فقد يحدث لك ان تتفلسف و تنشد معرفة كنه و معنى الحياة مثلا….لا تحاصر تفكيرك بمثل هذه الأمور…  بدلا من ذلك، فقط تحرك ، اعمل ، قم بأول خطوة. فقط اغسل طبقك…. و في غسل طبقك ستجد كل ما انت بحاجة اليه.
صدقني…لقد ثبتت لدي صحة  ذلك.لقد جربت ذلك (حقيقة، وليس مجازا) غسلت طبقي بعد انتهائي من تناول وجبتي (لا يهم إن كانت غذاء أو عشاء… J !!!)، غسلته  ببطء و تؤدة و ذهن صاف. لم يتطلب ذلك مني جهدا و لا مالا و لا وقتا يحتسب.فقط متعة فعل شيء أنا راض عنه.
هل جربت غسل ثيابك مرة ؟ خياطة جورب، تحضير القهوة باكرا بدل زوجتك ، أختك أو أمك؟
 أعرف ..أعرف أن هذا يبدو لك تافها !!!! فقط افعل ذلك مرة.
أنا قمت بذلك ، أقر أنني لست ماهرا في ذلك ، غير أنني فعلت ذلك و انتابني شعور مخالف … شعور بأنك تقدم خدمة لآخر ، مساعدة ، شيئا من هذا القبيل… خاصة اذا كان الآخر شخصا محبوبا لديك.
 لا تظن أن ما ذكرته خاصا فقط بالنظافة و التنظيف، و تسارع الى المطبخ و تنهال على الأطباق غسيلا و تنظيفا، ما ذكرته يخص كل ما نقوم به من مهمات ، افعال تبدو صغيرة، فقط قم بما تفعله بذهن صاف ، بحضور و تركيز و لا تتسارع للانتقال الى المهمة الموالية فقط ليقال عنك انك خدوم!!!.
اغسل طبقك اذا ، بحب و متعة و هناءة بال. 
اظنك استوعبت ما أريد الوصول إليه. أم انك تأنف من غسيل الأطباق؟

-->

******
استفدت من هذه التدوينة ؟ ترغب في المزيد من هكذا تدوينات؟ حسنا، زودني ببريدك و اسمك
و سيصلك تباعا كل جديد.
كما يمكنك الحصول مجانا على "دليلك للقوائم و الحملات البريدية"







Share:

السبت، 2 فبراير 2013

بدايتك مع النشرة الإخبارية

 ما المقصود بالنشرة الإخبارية، و لم عليك أن تنشئها ؟

قبل ان أذهب بك بعيدا في شرح كيفية بناء هذه النشرة ، دعني أولا أبين لك المقصود بالنشرة الاخبارية، و لماذا يتوجب عليك كمدون  ان تدعم مدونتك بواحدة.
سأتكلم هنا عن النشرات الإخبارية  البريدية ، لان العديد من المواقع ، خاصة ذات الصيت و الأعمال الضخمة  توفر نشرات إخبارية مطبوعة ، وهي طريقة رائعة و فعالة للتعامل مع الزبائن و العملاء و البقاء معهم في اتصال عبر تلك النشرة التي تصلهم الى البيت عبر البريد العادي. ولكن..نحن مبتدئون.. خلينا في أبسط الأمور…. ربما إن وافقنا الحظ ..ربما سنصل يوما ما إلى تلك الدرجة.
إذا…
بإنشائك  نشرتك الاخبارية (طبعا الايميلية ، إن صح التعبير)، تكون قد منحت جمهورك  فرصة و طريقا للإشتراك و بالتالي الحصول على كل جديد تود إخبارهم به ، معلومات جديدة ، تسجيلات جديدة  أو حتى تدوينات جديدة خاصة بالمشتركين ، و لم لا هدايا خاصة بهم، أو منتجات تقترح بيعها.هذا خارج عما تنشره بمدونتك  من محتوى و الذي يكون في متناول القراء ، إن عبر المدونة أو خلاصة التدوينات RSS.
الآن، أظنك تتسائل ” ما الفائدة من دعوة قرائي للاشتراك في هذه النشرة ، ما دام في متناولهم امكانية الإشتراك في خلاصة التدوينات التي، و التي تكون جاهزة بمجرد إنشاء المدونة؟
تساؤل جيد و في محله.
الجواب بسيط جدا: القائمة البريدية.
من خلال تقديمك إمكانية الاشتراك في نشرتك الإخبارية ، أنت تمنح  نفسك القدرة على التقاط العناوين البريدية الإلكترونية، وهو الأمر الذي لا يمكنك القيام به مع خلاصات الــRSS. ولتعلم أن جمع العناوين البريدية جد مهم  لأسباب عديدة منها:
1-  إنها طريقة رائعة للتواصل مع جمهورك على مستوى شخصي مما يمكنك من إشاعة ذاك الجو الحميمي  بينك و بين كل قارئ وفي.
2-  لن تموت القائمة البريدية أبدا. أو بتعبير آخر إن كانت لديك قائمة بريدية ، فهي دائما هناك في انتظارك، في انتظار ما ستقرره أنت، وهي وسيلتك الناجعة للاتصال بجمهورك.  يمكن للمدونة أن تتقهقر و تفنى،  نفس الشئ بالنسبة للموقع، يمكن لخدمات خلاصات  RSS ان تتلاشى و تتوقف . ولكن قائمة العناوين التي لديك، دائما جاهزة بين يديك  و يمكنك في أي وقت إعلام جمهورك عن آخر أخبارك و ما توصلت إليه .
3.  أخيرا، المال مخبوء داخل القائمة .
هل سمعت بهذه العبارة؟ ربما قد تكون ، أو ربما لا ” المال مخبوء داخل القائمة”، هكذا يقول اغلب الناجحين في التدوين، اقصد من تمكنوا من الكسب عبر مدوناتهم و مواقعهم.كانت هذه العبارة تستعمل في صناعة التسويق الإلكتروني في البدايات أي اثناء ميلاد الإيميل، وقد أثبتت صحتها.
لكن… عليك التحلي بالحذر اذا ما كنت ترغب في استغلال قائمتك لجني المال عبر النت. مثلها مثل أي منصة تستخدمها للتواصل مع الآخرين (مدونة، تويتر، فايسبوك…الخ)، متابعوك أشد ملاحظة مما تتخيل ، فبمجرد شعورهم أن لا هم لك سوى كسب المال ستفقد احترامهم و بالتالي مصداقيتك.
 لذا عليك ان  تجعل من أولويات هذه النشرة هو تقديم كل ما هو جيد، ذا قيمة و تقديم المساعدة لجمهورك فيما تظن نفسك تحسنه. تكلم عن تجاربك ، نجاحاتك إن كانت  لك نجاحات و سيأتي أمر الكسب تلقائيا.
هل من الضروري أن تكون لك نشرة إخبارية؟
في الواقع ، كان هذا التساؤل يشغلني كثيرا، ولطالما طرحته على العديد من المدونين ولم ألق الجواب المقنع الشافي ، لذا أنا جد سعيد للجواب عليه هنا.

كيف تبدأ إنشاء نشرتك الإخبارية؟
فهم العملية
ما عليك أن تبدأ به كأول خطوة؟
يمكنك إعداد إطار لالتقاط العناوين (opt-in form) بمدونتك  ومن ثم الاتصال بالمشتركين عند الحاجة ، ولكن اسمح لي ان اقول لك تلك فكرة سيئة.
تخيل انك اشتركت في قائمتي رغبة في حصولك على كتاب مجاني أعلنت عنه ، ثم لم تسمع مني مرة أخرى لأشهر عديدة، و فجأة تستلم إيميلا مني أروج فيه عن منتج ما. على الأرجح ستقوم بأحد التصرفات الآتية:
1-    تكون قد نسيت من أنا ، و تظن أن هذا الإيميل  واحدا من تلك الإيميلات غيرالمرغوب فيها (Spam).
2-    إلغاء الاشتراك من القائمة لأنك أدركت أن لا فائدة من وجودك ضمنها .
3-    تقوم بالتصرفين معا.
ليس من الضروري أن يكون كل ما تكتبه بإيميلاتك عبارة عن “أخبار”، يمكنه أن يكون أي شيء حقيقي وواقعي. ولكن، من المهم جدا أن يكون لك  اتصال مستمر بالمشتركين حيث يمكنك إحاطتهم علما بكل جديد و بكل ما يفيدهم من معلومات يستطيعون استغلالها و تحسيسهم باستفادتهم من اشتراكهم بقائمتك. ولتكن على علم أن مجرد نقرة تجعلهم ينسحبون من قائمتك.
ما  الفرق بين الاشتراك في  الــ RSS والاشتراك في النشرة الإخبارية؟
يعتبر الإشتراك في الخلاصات RSS المدعوم غالبا من طرف فيدبارنار، وسيلة لتمكين قرائك من الحصول على تدويناتك ( تدويناتك فقط)، حيث  تصلهم عبر البريد الالكتروني الذي سجلوه، تصلهم بطريقة آلية بمجرد نشرك لأي شيء كتدوينة.
أما الإشتراك في قائمتك البريدية فهو مستقل تماما عن تدويناتك، أو عن مدونتك اجمالا. اذ تتوفر لك حرية مراسلة قرائك وابلاغهم بإي شيء تريده، في أي وقت تريد. أكرر، انه أقرب إلى البريد الشخصي حيث يمكنك الاتصال بقرائك و استغلال هذه الامكانية للتسويق لمنتجك، منتجات العمولة، أو مجرد جلب الترافيك.أظن أن ما يمكن فعله لا حصر له.
نعم…نعم يمكن لقرائك الإشتراك في كلتا القائمتين ، البريدية و خلاصة التدوينات، وبذلك يحصلون على محتوى التدوينات كلما قمت بالنشر، ويحصلون على ما تقوم به من حملات بريدية ، أو عروض لمنتجات أو أي شيء خارج عن التدوين.
اظنني الآن قد اجبت عن كل ما هو محتمل ان يدور بخلدك من تساؤلات حول النشرة البريدية و خلاصة التدوينات ، لذا اسمح لي أن أخطو بك خطوة إلى  الأمام.
أولا، أظنك بحاجة إلى معرفة ما يحدث بالضبط، كلما سجل أحدهم بنشرتك، بالأحرى في الفورم الذي جهزته بمدونتك.
اليك هذا الرسم البياني:







لاحظ في المخطط ان المستطيلات عبارة عن صفحات واب أما الدوائر فهي عبارة عن ايميلات.
 ربما استصعبت الأمر نوعا ما ، تأكد أن لا يوجد أسهل من هذا، فقط عليك ان تهتم بذلك وتحاول (وأنا هنا لأشرح لك   ما بدا لك صعب !!!!!)
هناك موقعان : Aweber   و Mailchimp.
نصيحة مني ، إنس الأول ،هكذا فعلت أنا، على الأقل في هذه المرحلة، كمدون مبتدئ عليك اختيار الثاني ….لماذا؟
ببساطة ما بعدها بساطة ، الثاني مجاني،  نعم Mailchimp  مجاني إلى غاية 2000 مشترك ، لذا ما عليك إلا أن تسجل به كأول خطوة  وبعد ذلك لنا كلام آخر.
باستطاعتي الآن أن أهنئك لأنك تعد الآن عضوا من أعضاء Mailchimp ، طبعا بعد تسجيلك… تريد الآن التوغل أكثر و إنشاء أولى قوائمك و من ثم القيام بالحملات البريدية ؟؟ ليست هناك أية مشكلة ، لأني كنت قد أعددت تدوينتين لذلك ، واحدة للقوائم و الأخرى للحملات و لكن خشية الإطالة جمعتهما في شكل دليل ، أقدمه لك وكلي سعادة بإفادتك .
ضع هنا  بريدك و اسمك و سيصلك في الحين.



                                                                       اشترك الآن بقائمتنا




Share:

11 طريق يؤدي بمدونتك الى الهاوية (وماذا عليك ان تفعل حيالها)

هذه التدوينة منقولة من مدونتي "تجارب و كيفيات"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت محظوظ و ذكي لأنك دخلت ميدان التدوين.
أنت الآن تدون، تنشر التدوينة تلوى الأخرى، و تضمنها محتوى جيد و لكن بطريقة أو أخرى لا ترى لتعبك مردودا.
و تصاب بالإحباط كلما ألقيت نظرة على إحصائيات مدونتك، فلا زوار و لا تعليقات و لا هم يحزنون.  و كما يعلم الجميع  فإن قلة الترافيك لمدونتك تقلل من حماسك و تدفعك إلى التفكير أن الأمر مضيعة وقت لا غير و بالتالي ما عليك إلا التخلي عن كل شيء بدأته.
لنكن صادقين نوعا ما.
إنشاء مدونة ذات قيمة ليس بالعمل الهين، يحتاج ذلك منك قليلا من دهاء رجال الأعمال . هذا صحيح.عليك أن تتعامل مع مدونتك كأنها عمل تجاري، أنت ملزم أن تكون جادا فيما يخص الترويج لها و تسويقها.لأنك إن لم تفعل فستبقى مدونتك وحيدة هناك حيث لا يسمع بها أحد ، و بالتالي لا يزورها أحد …. و ما فائدة مدونة بدون زوار؟
عندما قررت إنشاء هذه المدونة ، خططت إحدى عشرة طريقا خاطئا كنت انتهجه خلال تدويني في يوميات الوجع و الحنين، و قررت أن أتفادى ذلك هنا محاولا بذلك كسب مزيد من الترافيك، من التعاليق ، من إشراك الغير في المحتوى الذي أقدمه و لم لا الحصول على عائد مادي من خلاله.
ما رأيك ان تلقي نظرة إلى هذه الطرق ؟

الطريق الأول: دخلت المجال دون سابق تفكير.

انه لمن الرائع أن تبدأ و تنشئ مدونة ، هذا أمر مفروغ منه.
خاصة  لو اشتريت نطاقا باسمك، إضافة ، قالبا جميلا ، موضوعا يهمك و تحب الكتابة حوله، ثم شرعت متأهبا للإنطلاق. صح؟
من خلال تجربتي المتواضعة ، اسمح لي أن أقول انأ لا أفكر على هذا النحو.عليك أن تكون على علم بما يحب جمهورك.، ماذا يرغب في قراءته، ما نوع المعلومات التي تثير فضوله، ما المواضيع التي تثير حماسه و تجعله يدلي بآرائه و تعاليقه و يتواصل معك.
قبل أن يطلق ديراك هالبارن  مدونته  كان يعلم جيدا و بالضبط ما يريده جمهوره. كيفية تنمية الترافيك على النت. و هو السبب الذي جعله يدمج بين الأبحاث  الأكاديمية و نصائح التدوين.
قبل أن تبدأ مدونتك ، ابحث عن جمهورك، اقرأ التعاليق في مدونات كبيرة رائدة يرتادها جمهورك.ما هي المواضيع التي تشد انتباههم و تدفعهم إلى التفاعل و التواصل، ما الذي يحمسهم و يدفعم إلى التساؤل ، و ما نوع الاسئلة التي يطرحونها؟

الطريق الثاني: جمهورك متنوع جدا.

عندما تنشئ تدوينة ، ما الذي يدور في ذهنك ، لمن تنوي الكتابة؟  هل تنوي ان تنشر ما كتبته  لأكبر حشد ممكن من الناس؟ هل تحاول بذلك جلب اكبر عدد ممكن من  القراء؟
هناك فرق كبير بين أن تكتب لحشد كبير من القراء ، و أن تكتب لقارئ تعتبره مثاليا. ففي الحالة الأولى تكون كتابتك مرنة و لطيفة أما في الثانية ستكون اكثر التزاما و جاذبية.
ابدأ بوصف قارئك المثالي، و من ثم تخيله امامك و انت تكتب تدوينتك المقبلة، تخيل كأنك تكتب لقارئ واحد فقط.
الطريق الثالث: اخطأت في اختيار الموضوع.
  هل تعتقد أنه عليك تفادي المواضيع الكبرى ذات الأهمية لأن المنافسة عليها شديدة؟ ثق أنك لو اخترت مواضيع لم يكتب عنها احد ، فمن المحتمل جدا أن لا يلتفت لها احد .
الحقيقة هي : الموضوعات الكبرى هي الموضوعات المفضلة لدى القراء، ذاك ما يحبون الاطلاع عليه.كل ما يخص المال ،التنمية البشرية، التدوين، التسويق، كل ما يخص تصاميم المدونات و لواحقها.
نعم، هذه المواضيع شديدة المنافسة.شديدة للغاية. لكن تأكد أن هناك جمهور في انتظارك يرغب في رؤية نظرتك الخاصة، نظرتك انت و المختلفة عن باقي المدونات الأخرى. وهذا ما أسميه بصمتك .بصمتك الخاصة.

الطريق الرابع: ليس لديك بصمة.

بصمتك الخاصة هي ما يجعلك مختلفا.و تلك البصمة هي ما يجعل القارئ يتجه نحوك دون غيرك من مدونات  في نفس المضمار،  في اعتقادي هناك أسباب  تجعل ذلك يحدث من ضمنها:
-           شخصيتك  مبسوطة لقارئك ، واضحة و جلية.
-          لك أسلوب خاص، خاص بك وحدك ، لا تقلد أحدا.
-          لك تجربة خاصة بك.
-          لك آراء خاصة بك ، تعكس ما تؤمن به و تعتقده.
لست في حاجة للتوجه نحو الجميع. الناس تتحاشى الجديد و اذا ما ابتكرت شيئا جديدا فسيعتقد الناس ان بك ضرب من الجنون. و لكن هذا لا يهم. طالما هناك من يحب مدونتك  و ما تنشره بها و يتابعها.
هل سمعت بالمدون: جوني ب تروانت؟

جوني في الجهة اليمنى!!!
انه من المدونين المفضلين لدي، أقرأ له كل جديد، لأن ما يقدمه جدير بالاحترام و نصائحه جد مجدية، وأنا اذ ذكرته هنا  فليس ذلك إلا نصحك لالقاء نظرة بمدونته. لديه قائمة بريدية تشمل العديد من القراء الأوفياء وكما يقول : له قبيلة ثالثة من المعجبين.
فليس عليك ان تنشد الكتابة لكل العالم ، ركز اهتمامك على قبيلتك الثالثة.

الطريق الخامس: أنت لا تعرف كيف تُغير الأمور.

لا يمكنك إنشاء قاعدة مقروئية إذا كانت رسالتك عرجاء ، مبهمة ، غير واضحة.إذا رغبت في إغراء الزوار و جعلهم قراء أوفياء فعليك تحديد مهمة ما ، غاية لتدوينك، أو رسالة كما يقال ( انا لا أحب هذه الكلمة). لاحظ أن كل العلامات التجارية المشهورة لها مهمة محددة ، لاحظ نايك، آيبل، أو هارلاي دافيدسن. و كذا المدونين الأكثر شعبية ، لديهم مهمة يسعون إليها من خلال تدوينهم.
يعجبني في هذا المجال المدون ليو بابوتا، في مدونته “عادات الزن”، لا يمر علي يوم دون زيارة مدونته. فهو يٌعلم قراءه كيفية العيش ببساطة، كيف تمكن من الاقلاع عن التدخين حتى يحفزهم للتغيير من عاداتهم السيئة….إلخ.  مهمة واضحة جلية …أليس كذلك؟ الق نظرة هنا و سترى بنفسك.
كيف يمكنك المساهمة إذا  في تغيير العالم من حولك؟

الطريق السادس : تصميمك منفر.

إذا رغبت في ان تؤخذ  مدونتك  على محمل الجد فعليك أن تظهر بمظهر المحترف. مدونتك هي علامتك التجارية.ما الانطباع الذي ترغب في أن تتركه لدى الزائر؟ مهني؟ مرح وهزلي؟ فني؟ أذبي؟ … لك الاختيار ، المهم أن يكون هناك انطباع.
قارن بين المدونتين التاليتين (كلتاهما  خاصة بالوسائط الإجتماعية) :  ستجد أن الأولى تبدو اكثر مهنية و جدية ، اما الثانية و الخاصة بمارك شايفر فتبدو محترفة لكنها اكثر متعة و تسلية.
لذا  كن متأكدا أن تصميم مدونتك يؤثر كثيرا على  درجة مقروئيتها. استعمل المساحات البيضاء، الخطوط العريضة الداكنة،  العناوين و العناوين الفرعية حتى ترشد قارئك و تنير له محتوى تدويناتك.. و من ثم تثير فيه الفضول لاتمام قراءة التدوينة.

الطريق السابع: تدوينك معدوم الصوت.

أنت الآن مدون، كاتب  و تتواصل من خلال المحتوى الذي تنشره.
علامتك التجارية لا تنحصر فقط في تصميم مدونتك ، ولا في الموضوع الذي تهتم به خلال تدوينك، بل هناك عنصر آخر ، يتمثل في كيفية تدوينك. ماهو اسلوبك في الكتابة؟ و هل يتطابق مع التصميم الذي اخترته؟ مع علامتك التجارية؟
أنت في حاجة إلى صوت وحيد خاص بك و الذي يمكنه الإفصاح عن علامتك التجارية … عن وجهتك.
اقرأ المدونة الخاصة  بـــ:“أويبر” و كذا ” مايلشينب” فستجد أن الأولى  أكثر جدية  بينما تجد الثانية أكثر أناقة. و لن تستطيع القول أن إحداهما  أفضل  من الأخرى. هناك اختلاف بينهما فقط.
جون مورو” و “داران روس“، كلاهما مدونان مشهوران و يكتبان حول التدوين. جون يكتب و كأنه استاذك في مدرسة ما، يستعمل لغة قوية ، محكمة و لكنه يحمسك و يدفعك للبحث و الإطلاع بجد.أما داران فتحس و أنت تقرأ له كأنك أمام صديقك أو جارك ، فهو يحدثك بلغة أشبه الى الحميمية، و تراه يبث تدويناته العديد من النصائح المفيدة، و التي تساعدك خلال ممارستك التدوين و تجنبك الكثير من الأغلاط.
فانظر إلى طريقتك في التعبير عن نفسك، و هل ترى أن  الصوت الذي اخترته للتعبير عن علامتك التجارية مناسب؟

الطريق الثامن: أنت تخفي نفسك.

بصفتك مدون ، فأنت جزء مهم في علامتك التجارية ، إن لم تكن الجزء الأهم. الناس تتواصل معك بسبب من تكون أنت.
لا أحد يحب أن يضيع وقته مع آخر ثقيل الدم، لا أحد يرغب في الاتصال بشركة مملة لا تحسن الاستقبال و لا تعرف أبجديات جلب الزبائن، كل ممل منفر.
لكسب أتباع أوفياء ، قراء دائمين، أنت بحاجة لتكون إنسانا أولا و ذا شخصية خاصة بك. أظهر قليلا من عواطفك ، ميولاتك ، طرائفك و تجاربك، و شارك غيرك في ذلك … اسمح لمشاعرك أن تتألق عبر تدويناتك.
ما لاحظته في مدونات الأشخاص الناجحين أن المشتركين في قوائمهم البريدية يعلمون أدق التفاصيل عن الجوانب الأخرى الخارجة عن نطاق موضوع ، أو اتجاه المدونة.
خذ مثلا المدونة  Henneke Duistermaat تجدها بالرغم من تخصصها في الكوبيرايتينغ  إلا انها  بين الحين و الآخر تتحدث عن هوايتها المحببة ، سباق الدراجات. و هي طريقة ناجحة في البقاء على اتصال بالقراء الأوفياء. و التقرب منهم أكثر.

الطريق التاسع : أنت تعتقد أن الترافيك ضربة حظ.

أنت بحاجة لتسويق مدونتك ، الترويج لها ، لكسب جمهورجديد. لا يوجد أبدا نجاح بين عشية وضحاها.
خلق كم من الترافيك عمل شاق و متعب و لا يحتاج ذلك إلى اختصارات ، يمكنك استعمال الشبكات الاجتماعية ، تقنيات السيوSEO ، و لكن في اعتقادي ، و هذا هو الأهم ، إن أحسن طريقة لذلك هو ما يقال له : المقالات المضيفة، أي تكتب في مدونة رائجة كضيف، و تأكد أنك بذلك ستكون قد اقترضت زوارا من المدونة الرائجة تلك.
للأسف ثقافة “المقالات المضيفة” ليست منتشرة لدى المدون العربي ، ربما هناك غياب لعنصر الثقة أو شيئا من هذا القبيل.

الطريق العاشر: أنت لا تحرض الزوار على الاشتراك في قائمتك .

عليك أن تجعل من مهمة اشتراك قرائك في قائمتك البريدية من أولويات أولوياتك. لأن ذلك  سيساعدك في إحاطتهم علما بكل جديدك ، كما أنه في حالة مباشرتك مجال البيع ستكون قائمتك البريدية قاعدة للإنطلاق.
تأكد أن القائمة البريدية أقوى و أنجع من الوسائل الاجتماعية الأخرى.، خاصة  في مجال البيع. يعجبني في هذا المجال  الشكل البياني الذي نشره “داران روس” .

أظن أن الشكل  البياني هذا يغني عن أي كلام آخر، فكما ترى  أكثر مبيعات كتابه كانت من القائمة البريدية (87%) …أليس كذلك؟
إذا ليكن لك  قائمة بريدية ، انشء “فورم” لتسمح لقرائك بالانضمام إلى القائمة، لتكن لك صفحة خاصة بك ، تعرف الزائر فيها عنك، و كن على علم أنه هناك فرق بين الاشتراك في القائمة البريدية و الاشتراك في خلاصة التدوينات rss .

الطريق الحادي عشرة : أنت من الحالمين.

الكل يحلم ، هذا شيء طبيعي…كلنا يحلم بالنجاح، بكسب مزيد من القراء، مزيد من التعاليق ، مزيد من شهرة المدونة، مزيد من المداخيل .
و لكن الحلم بالنجاح ليس تحقيقه . انت بحاجة لخطة. بالطبع لن تكون  خطة خماسية او عشارية بل ، خطة لمدة شهر فقط مثلا. خطة لشهرك المقبل.تقرر فيها مهمتك، تعرف خلالها بعلامتك التجارية، تصميمك، صوتك ، و فكر في الكيفية التي  ستوسع بها قاعدة جمهورك خلال مدة الخطة ، شهر مثلا.
و في خلال  هذه المدة ستتمكن من ملاحظة ما الطريقة التي ستكون أنسب لك،  ما الذي يعمل لصالحك و الذي لا يعمل. وانطلاقا من ذلك  تقوم بالتخطيط لشهر آخر. و هكذا. الى أن تكثف من الترافيك لمدونتك ، توسع قاعدة جمهورك و تكسب قراء جدد و تكون لك قائمة بريدية مليئة.

حقيقة بناء قاعدة جمهورك.

في آخر هذه التدوينة ، دعنا نكون اكثر صراحة.
اكثر الأعمال مشقة في التدوين ، طبعا هذا رأيي، هو كيفية توسيع جمهورك .هذا يحتاج منك ، طاقة  و حماسة و جرأة على أن تكون مختلفا عن غيرك،  فاحرص على أن تكون مختلفا، وابن علامتك التجارية، ولا تخشى أبدا أن تكون نفسك.
قراؤك الأكثر وفاء، أتباعك الذين ينتظرون ما تنشره بشغف ، لا يفعلون ذلك إلا لأن اسلوبك الخاص يناسبهم ، رسالتك تلهمهم، و بصفة إجمالية : لأنك أنت.
إذا ، ماذا تنتظر؟ ابدأ تسويق مدونتك الآن، علامتك التجارية، نفسك.
و قبل ذلك يمكنك إلقاء نظرة على مكمن قوة مدونتك.
ختاما،إن احسست انك استفدت شيئا هنا ، وهذا ما أتمناه من قلبي، فلن يأخذ من وقتك الكثير ان تخط بريدك و اسمك لتشترك بقائمتي، و بذلك تضمن وصول الجديد إليك ، و في حينه.
Share: