الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

من الغبي ؟

استيقظت اليوم على  غير عادتي محبطا ، مصابا بملل حاد...(أوشكت ان اقول بشلل حاد)..  غسلت وجهي و دون ان اصلي ،،، مباشرة الى المقهى ،،، مقهى علال.
   طلبت  قهوة مضغوطة...مضغوطة جدا ( حدّها) ،، و اشعلت لفافة ريم... لم تمر دقيقتان و يرن الهاتف ، أعني النقال ...( انا اكره هذه التسمية .. النقال)..  مروان يبحث عني.

 دخل مروان ... طلب حليبا بالفريز،، إنه لا يشرب إطلاقا القهوة و يتعجب من إدماني لها كونها مرة المذاق حتى ولو أضفنا لها عشر ملاعق سكر.. هكذا يرى مروان.... في الواقع انه مصيب من بعض الوجوه.
  تكلم في كل شيء وفي لا شيء... والملل لما  يزل  جاثما في ناحية مني لست ادري موقعها. ثم ، و من غير تفكير اقترحت عليه أن اطرح عليه لغزا و اذا جهل الاجابة  يعطيني عشرين دينارا.
تردد مروان... فكر وقدر... ثم قال  "أوكي"... هو دائما يتردد و يبدي ان له رأيا مخالفا و لكنه دائما في الأخير ينطق كلمته المشهورة "ok".
- لنبدأ إذا..
- " انتظر... و ماذا لو عرفت الإجابة ؟
صحيح ان مروان غبي و لكن له فلتات أحيانا.
- " إن عرفت الإجابة فسأعطيك أنا مائة دينار.  هز مروان رأسه موافقا.
- قلت:  له اربعة ارجل و يصيح " ميـــــــــــــــــــاو". ما هو؟
فكرمروان ... لم يقدر... حكّ راسه ،، جبينه و كل شيء ، و في الاخير قال: لا أعرفه و اخرج عشرين دينار.
قلت: يا مروان يا حمار ،،، إنه القط ،،، السنور ،،، و في رواية اخرى "الهر".
-" اليك لغز أخر : له اربعة ارجل و يقول " هاو هاو هاو " .  ما هو؟"
- لم يفكر مروان  و لكنه رد بسرعة : أظنه والله اعلم ، و إن لم تخني الذاكرة ... و حسب علمي " القطة". و أخرج  مباشرة عشرين دينار أخرى
هنا ، احسست بحمى تسري في شراييني و رغبة ملحة في ان اصفعه ، و لكني تماسكت. اخذت العشرين دينار و اقترحت عليه ان يلقي علي لغزا.
- قال :" انا لا اعرف الغازا."
- " هيا هيا قل ،، لا بد و انك سمعت ولو واحدا في حياتك "
- " اوكي" 
- قال:"  له اربعة ارجل في النهار و ثمانية في الليل و لا يقول شيئا "  .ما هو ؟
فكرت بدوري ، ثم فكرت بدوري ... اقصد مرتين ،، حككت رأسي ، جبيني ،، فخذي و كل نقطة من جسمي المملول و لم اجد حلا لهذا الكائن الذي تتضاعف ارجله ليلا. و لما " غلب حماري " مثلما يقولون ، اخرجت مائة دينار و اعطيتها لمروان مقرا بعجزي.
اخذها مروان و أدخلها في جيبه غير مصدق.
- قلت: ما هو ؟
- تردد برهة،،، ترنح ، تململ ( ألم أقل أنه يتردد كثيرا؟)  ثم  أخرج عشرين دينارا و اعطانيها قائلا  " و أنى لي معرفة ذلك ؟ ".
لحظتها ايقنت ، يقينا لا ينتابه شك  انني لا اعرف هذا الكائن مثلما لا اعرف من الغبي فينا.
Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق