الناس ذهنيات وعقليات ، لكل طريقته في التفكير و التصرف حسبما تمليه عليه قناعاته. و تختلف هذه الذهنيات باختلاف الاطار الثقافي ، اقصد بالاطار الثقافي ذاك الثالوث المكون من - الاسرة ، المجتمع ، والدين- .
قد نصادف من الناس متفتحين متفهمين و آخرين متحجرين متصلبين و قد نرى آخرين مذبذبين لا إلى هؤلاء و لا الى هؤلاء ،، ذهنيات شتى.. و عقليات لا تحصى . من بين هذه العقليات عقلية جديدة , لفت انتباهي لها صديقي مروان. إنها عقلية الكورطو , اسم غريب لا وجود له في أبجدياتي و لا أظنه إلا إحدى اختراعات مروان التافهة.
قد نصادف من الناس متفتحين متفهمين و آخرين متحجرين متصلبين و قد نرى آخرين مذبذبين لا إلى هؤلاء و لا الى هؤلاء ،، ذهنيات شتى.. و عقليات لا تحصى . من بين هذه العقليات عقلية جديدة , لفت انتباهي لها صديقي مروان. إنها عقلية الكورطو , اسم غريب لا وجود له في أبجدياتي و لا أظنه إلا إحدى اختراعات مروان التافهة.
اعترف أنها ليست تافهة هذه المرة.
ما معنى الكورطو؟
إن كان قد سبق لك و عملت في حقول جني العنب فستفهم جيدا معنى الكورطو ،،، أما إذا لم يكن في جواركم حقول كروم أو لم يسبق لك العمل في هذا الميدان فيؤسفني أن أقول لك " هذا ليس ذنبي !! ".
الكورطو كلمة جزائرية دارجة , محلية جدا , اقصد مستعملة بناحية في غرب البلاد و بالضبط هنا في العامرية , أصلها فرنسي (courtaud) و معناها : القصير.
اذكر حينما كنا صغارا , كنا نعمل صيفا بحقول الكروم نجني العنب ليتم نقله إلى مَعَاصر العامرية حيث يحول الى خمر و كانت الحقول , و هي من مخلفات المعمر الفرنسي اللعين , عبارة عن مستطيلات أو مربعات مشكلة من خطوط طويلة متوازية من الكروم , و كانت توجد من بين هذه الخطوط خطوط في جوانب الحقل اقصر من الأخرى,, في اغلب الأحيان كانت لا تتعدى الأربعة خطوط ,,, لذلك كنا نتسابق لكي يكون احد الخطوط نصيبنا حتى لا نتعب كثيرا في الجني ، أو ننهي الخط قبل الآخرين و نتلذذ بقسط من الراحة و كنا نتكاسل و نتلكؤ في العمل بهذه الخطوط حتى لا يضطرنا القيم على الحقل الى مساعدة الآخرين , اقصد أصحاب الخطوط الطويلة.
المهم ! كانت الكورطويات خطوطا قصيرة في جوانب حقول الكروم.
ولكن ! ما علاقة هذا بالذهنيات و العقليات؟ الم اقل ان صديقي مروان مخترع تافه؟.
يقول صديقي مروان، يوجد ناس لهم عقلية الكورطو ، لا يظهرون إلا في المساجد و خاصة في صلاة الجمعة , يغتسلون و يتطهرون و يستعدون لهذه الصلاة كأي إنسان مسلم ،، و يذهبون إلى الصلاة مع الآذان الثاني أو بعده ,,, في الأغلب بعده , و يحبون من كل الأمكنة الرحباء الشاسعة الواسعة في المسجد , ذاك المكان المحاذي للباب , الملتصق بالباب , الخارج عن الباب.... ما يهمهم هو كل شيء له علاقة بالباب.
وهناك !!! عند الباب، تبدأ عقليتهم في الظهور... يبدأ هرمون التحول يسري في ذهنياتهم كأن كل واحد منهم "دافيد بانار " في مسلسل " هولك العجيب". و حينما ينادي مناد بإقامة الصلاة ,,, على فكرة !!! ليس لهم أي علاقة بخطبة الإمام... والله ليس لهم أي علاقة،المساكين !!!! إنهم أبرياء و يمشون بجانب "الحيطة".
قلت... حينما يبدأ الإمام في سرد نداءه السرمدي: " سووا الصفوف و سدوا الفرج , إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج" تكون عملية التحول قد تمت , ويبدأ تشكل الكورطويات .... يصطف هؤلاء بجانب الباب،، يتلاصقون إلى الباب،،صف به خمسة مصلين ،، يليه أخر به أربعة ثم ثلاثة و قد يحدث أن يصلي اثنان في الأخير... للأمانة !.لم أشاهد واحدا يصلي لوحده ... على الأقل لحد هذه اللحظة.
هذا كله عند الباب... و المسجد فضاء براح ،، . إنهم يعشقون الباب و يكرهون " إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج".
نصيحة إلى كل من رأى صنفا من هؤلاء،، يوم جمعة ما ،،،، لا تأخذك حميتك و تحاول دعوتهم لإتمام الصفوف....اقول لك هذا حتى لا يحدث لك ما حدث لي. اقل ما سيحدث لك هو تلقّيك لنظرات تفقدك توازنك حتى لا أقول تجعلك تترك الصلاة و العباد و ربهم. لان من ميزات ذوي عقلية الكورطو أنهم لا يفرطون في حقهم في الباب !
0 التعليقات:
إرسال تعليق