الجمعة، 15 أبريل 2011

إرض بهدية ربك

تلقت مكالمة هاتفية تفيد بأن ابنتها الصغيرة جد مريضة. غادرت مكان عملها بسرعة الملهوف و في طريقها توقفت وقصدت أول صيدلية لتشتري الدواء. عند عودتها للسيارة تبين لها أنها نسيت المفاتيح بالداخل.

عليها العودة للبيت بأي طريقة ولكنها احتارت ما عليها فعله...كلمت المربية بالهاتف لتطمئن على الصغيرة ، غير أن المربية أخبرتها أن حالة الطفلة تزداد سوءا قائلة لها: " عليك إيجاد أي وسيلة لفتح الباب و العودة حالا" .

   وجدت المرأة أداة حديدية دقيقة و كأن احدهم قد حدث له نفس الحادث و فتح  بها باب  سيارته ، حملتها  وقالت في نفسها :" أنا لا أحسن استعمال هذه الأداة "  و أحنت رأسها داعية الله أن يساعدها.
    ظهرت سيارة قديمة مهترئة ، يقودها رجل قذر ، أشعث الرأس و اللحية ملطخ الوجه بالزيوت و قد شد رأسه بخرقة حمراء وسخة على طريقة  الأشرار أصحاب الدراجات النارية.
رفعت المرأة رأسها إلى السماء قائلة: " أهكذا تستجيب لدعائي يا رب ، ألم تجد إلا هذه الحثالة تبعثها  لي  كمساعدة منك؟ "  ولكنها لم تجد البديل كونها كانت يائسة ،  فرضيت  و شكرت الله على هذه الحثالة.
   نزل الرجل من سيارته و سألها إن كان في مقدوره المساعدة. قالت: " نعم ، ابنتي جد مريضة و علي العودة إلى البيت حالا  ، من فضلك ، أيمكنك استعمال هذه الأداة لفتح باب سيارتي؟.
" أكيد"   رد عليها الرجل واتجه إلى السيارة و في ثوان كان الباب مفتوحا.
من فرحتها قفزت عليه و احتضنته باكية و هي تقول: " شكرا جزيلا لك ، أنت رجل لطيف جدا "

استغرب الرجل ، ورد عليها :
سيدتي ، أنا لست لطيفا. أنت أول إنسان يقول لي هذا ،، لقد خرجت لتوي من السجن لكوني سارق سيارات "
قفزت المرأة نحوه  ثانية و عانقته و هي تصيح بأعلى صوت : أوووه ، شكرا لك يا رب ، أرسلت لي خبيرا ، أنا احبك يا إلهي ، و ممتنة لك لسكناك في قلبي.


Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق