الأربعاء، 1 أغسطس 2012

العالم و الحكيم

-->

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  رمضان هذه السنة ذو نكهة خاصة في بيتنا، فجدي قد تنازل من عليائه و قبل تمضيته عندنا، ترك عنزته هناك في الدوار أمانة عند جاره ...و هو الآن عندنا تشع هيبته ووقاره ليملآ حنايا بيتنا بركة و سكينة.

 البارحة و نحن ملتفين حول مائدة الإفطار، أثار أخي الأكبر حديث ما يجري في سورية فبدأ النقاش و الجدل حول دور العلماء و المفتين في كل ما جرى مما يقال له الربيع العربي ، و طبعا في مثل هذه المواضيع دائما الكلمة الأخيرة تكون لأبي ، حتى و لو كان رأيه مجانبا للصواب...و من ضمن أسخن المواضيع المتطرق اليها ..كان موضوع  الفرق بين العالم و الحكيم، و كذا تدخل العالم في الأمور السياسية ... في غمرة الحديث و النقاش المحتد، التفت إلى جدي قائلا: ما رأيك أنت يا جدي؟
لم يعر سؤالي اهتماما ، أو هكذا بدا لي و قال : ناولني ذاك الطبق...كان يقصد طبق السلطة... وراح يلتهم بكل هدوء...و كلنا في انتظار ما سيتفوه به...غير انه لم يقل شيئا.
هدوء لم يدم كثيرا... وعاد النقاش مرة أخرى...فجأة رفع جدي رأسه و سألني: ما هذه؟  وكانت بيده قطعة طماطم.
قلت: طماطم يا جدي.
سكت ، وواصل اكله، ثم مسح فمه بيده اليمنى حامدا الله دلالة على انتهائه من الأكل، عندها قدمت له أمي طبقا صغيرا .
قال: هل علي أن آكل هذا أيضا؟ ثم ما هذا الذي قدمت لي؟
-  سلطة الفواكه، ردت أمي
تذوق جدي ما أمامه ... أعجبه فسألها : كيف صنعت هذا؟
- انه خليط من الفواكه ، موز، تفاح، إجاص  وقليل من التمر و العصير.
- حسن
التهم جدي الطبق بتلذذ، وحينما انهاه التفت نحوي قائلا: هل الطماطم فاكهة أم من الخضروات؟
ابتسمت وقلت : قديمة يا جدي !! طبعا هي من الفواكه.
نظر إلي مبتسما و قال: "اسمع يا ولدي ، العالم هو ذاك الذي يعلم مثلك أن الطماطم ليست من الخضراوات بل هي فاكهة، أما الحكيم فهو ذاك الذي يصنع صنيع أمك... لا يضع الطماطم ضمن سلطة الفاكهة"
هكذا تكلم جدي.
Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق