وانا بصدد اختيار عنوان لهذه التدوينة قفز إلى ذهني عنوان " زلزال مسين" ، قصيدة للشاعر الكبير حافظ ابراهيم قرأناها ضمن النصوص التي كانت مقررة علينا ونحن صغار،لا أتذكر منها إلا البيتين التاليين :
" كاتب موهوب يمنحك الشعور بمتعة الكتابة و يدفعك إلى كتابة المتعة " هكذا يقول عز الدين ميهوبي ، و هكذا شعرت لأول وهلة حين قراءتي الأولية لكتابه " تري لي لم " و من حينها وأنا اتصيد كتاباته ، ألملم كل ما كتب عنه و أقرأ ، وأقرأ مصابا بما يشبه الإدمان اللذيذ الذي لا أدعو الله الشفاء منه.
في مجموعته القصصية " إنه باق " قصة رائعة عنوانها " الفرنجي برنجي " ، يسرد فيها حكاية مراد الملقب بالخنزير، لم يكن ثمة بالأرض من يجاريه خسة ودناءة ، كان يقوم بما لا يخطرللشيطان ببال و قد حول حياة أهل القرية إلى جحيم بافعاله ومشاغباته.
يحكي عزيز نيسين في هذه القصة انه " في احد ايام الجمعة ذهبنا إلى الجامع.وكان جميع أهل القرية قد جاءوا، ولم يأت الإمام بعد.ورحنا ننتظره على أحر من الجمر. وأخيرا ظهرإمامنا.وكان كل من يراه لا يستطيع أن يكبت نفسه من الإغراق في الضحك.
فقد كان وجه الإمام شبيها بقوي قزح : كان كله مخططا بالأخضروالأصفروالنيلي و الأحمر.وبعد ان اجتاز الإمام عتبة المسجد سلم علينا :
- السلام عليكم !
لكن الجميع ظل يقهقه ، ولم يستطع أي منا أن ينطق بكلمة.
فما الذي حدث ؟ لقد استلقى الإمام عند الغدير ، فأخذته سنة من النوم . وهنا جاء الخنزير مراد ، وبكل هدوء لطخ وجهه بالألوان ، وقد أمسكنا به ، و سألناه ، بعد ان (اخذ حصته) :
- لماذا فعلت هذا بخادم الرب أيها الخنزير ؟
فرد بقوله :
- لقد قمت بذلك كي تعرفوا ان هذا الشيخ لا يتوضأ، ولو كان مسلما صادقا لتوضأ قبل ان يأتي المسجد ، وإذن للاحظ أن وجهه ملطخ بالأصباغ.
وهنا ادركنا أن شيخ جامعنا لا يتقيد يتعاليم القرآن. "
من تمتع بقراءة عزيز نيسين لا يغيب عنه ابدا ان مراد الخنزير وما فعله بقريته ما هو إلا عزيز نيسين وما فعله بتركيا وواقعها إن لم نقل الشرق يصفة عامة.
" أنا لا أنصحكم بقراءة ما يكتب لأنكم ستكونون من مريديه " هذه نصيحة عز الدين ميهوبي اما أنا فاقول لكم جربوا وستستمرئون نيسين وتتذوقون لذة إدمانه ولا يصدنكم عنه قدومه على ترجمة آيات سلمان رشدي كما قيل.
هي ذي وصلة لكتاباته لمن يريد متعة القراءة.
ما ( لمسِّين ) عوجلت في صبا ها ودعاها في الردى داعيان
خسفت ثم أغرقت ثم بادت قضي الأمر كلـــــه في ثواني
أما علاقة ذلك بالتدوينة فلا اظنه إلا تناغم العنوانين.
أقرأ هذه الأيام كتاب " لا إكراه في الحرية " للكاتب عزالدين ميهوبي، مجموعة مقالات كتبها باسلوب الكاتب المتمكن في أدوات اللغة ما ذكرني بكتابات أنيس منصور.
من ضمن ما قرأت ، مقالة عن الكاتب عزيز نيسين، ذاك الذي ملأ دنيا الأتراك و شغل الناس طيلة ستين عاما من الكتابة و المشاغبة و حين رحل ترك وراءه إرثا أدبيا تسعى كثير من الأمم إلى ترجمته لما فيه من حكمة الشرق و لطائفه.
في مجموعته القصصية " إنه باق " قصة رائعة عنوانها " الفرنجي برنجي " ، يسرد فيها حكاية مراد الملقب بالخنزير، لم يكن ثمة بالأرض من يجاريه خسة ودناءة ، كان يقوم بما لا يخطرللشيطان ببال و قد حول حياة أهل القرية إلى جحيم بافعاله ومشاغباته.
يحكي عزيز نيسين في هذه القصة انه " في احد ايام الجمعة ذهبنا إلى الجامع.وكان جميع أهل القرية قد جاءوا، ولم يأت الإمام بعد.ورحنا ننتظره على أحر من الجمر. وأخيرا ظهرإمامنا.وكان كل من يراه لا يستطيع أن يكبت نفسه من الإغراق في الضحك.
فقد كان وجه الإمام شبيها بقوي قزح : كان كله مخططا بالأخضروالأصفروالنيلي و الأحمر.وبعد ان اجتاز الإمام عتبة المسجد سلم علينا :
- السلام عليكم !
لكن الجميع ظل يقهقه ، ولم يستطع أي منا أن ينطق بكلمة.
فما الذي حدث ؟ لقد استلقى الإمام عند الغدير ، فأخذته سنة من النوم . وهنا جاء الخنزير مراد ، وبكل هدوء لطخ وجهه بالألوان ، وقد أمسكنا به ، و سألناه ، بعد ان (اخذ حصته) :
- لماذا فعلت هذا بخادم الرب أيها الخنزير ؟
فرد بقوله :
- لقد قمت بذلك كي تعرفوا ان هذا الشيخ لا يتوضأ، ولو كان مسلما صادقا لتوضأ قبل ان يأتي المسجد ، وإذن للاحظ أن وجهه ملطخ بالأصباغ.
وهنا ادركنا أن شيخ جامعنا لا يتقيد يتعاليم القرآن. "
من تمتع بقراءة عزيز نيسين لا يغيب عنه ابدا ان مراد الخنزير وما فعله بقريته ما هو إلا عزيز نيسين وما فعله بتركيا وواقعها إن لم نقل الشرق يصفة عامة.
" أنا لا أنصحكم بقراءة ما يكتب لأنكم ستكونون من مريديه " هذه نصيحة عز الدين ميهوبي اما أنا فاقول لكم جربوا وستستمرئون نيسين وتتذوقون لذة إدمانه ولا يصدنكم عنه قدومه على ترجمة آيات سلمان رشدي كما قيل.
هي ذي وصلة لكتاباته لمن يريد متعة القراءة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق