الخميس، 30 ديسمبر 2010

قصة ستانفورد

الحكم المسبق
    كانت ترتدي لباسا قطنيا باهت اللون و على زوجها بدلة عادية ، نزلا لتوهما من القطار في بوسطن...و اتجها بخطوات خجولة ... و بدون موعد مسبق ..نحو مدير المكتب الخارجي لجامعة هارفارد.
انزعجت السكرتيرة لرؤيتهما و قالت في نفسها ما لهؤلاء الحثالة و جامعة هارفارد.

" نريد مقابلة الرئيس " طلب الزوج بصوت هادئ.
" انه مشغول ... طوال اليوم " ردت السكرتيرة بوجه متجهم.
" إذا سننتظر "  ردت السيدة.
تجاهلتهما السكرتيرة لساعات عدة ، أملة أن تثبط عزيمة الزوجين و يغادرا المكان ، غير أنهما لم يبرحا مكانهما. فقررت أخيرا بعدما سرى الإحباط في نفسها أن تقوم بمحاولة و تزعج الرئيس برغم كرهها لهذا العمل الرتيب.
" ربما أذا قابلتهما لدقائق معدودة ، سيغادران المكتب "  قالت السكرتيرة للرئيس.
   
اطلق الرئيس تنهيدة غضب و انزعاج و قبل على مضض. من الواضح ان شخصية مرموقة مثله لا تقبل بضياع وقتها مع أناس من هذه الشاكلة ، زيادة إلى كرهه للألبسة القطنية المهلهلة و ما ستتركه بمكتبه الانيق من فوضى.
   
وقف الرئيس قبالة الزوج بكبرياء ووجه صارم الملامح.
   
قالت السيدة : " كان لدينا أبن درس  هنا لمدة سنة. أحب هارفرد.. و كان جد سعيد بتواجده فيها. منذ حوالي سنة خلت ، مات نتيجة حادث سيارة ، فرغبت أنا وزوجي أن نقيم له  حفلا تأبينيا في مكان ما  بالحرم الجامعي "
  
لم يتأثر الرئيس بهذه الكلمات و لكنه صدم لما سمع.
" سيدتي !!! " ..رد بخشونة واضحة... " من غير المعقول ان ننصب تمثالا لكل شخص درس في هارفرد ومات. إن فعلنا ذلك أصبح المكان مقبرة "
" أوه !!! لا لا " اردفت بسرعة السيدة موضحة.
" نحن لا نريد نصب تمثال. إعتقدنا أنه يمكننا أن نهب هارفارد بناية " 
اغمض الرئيس عينيه  ثم القى نظرة دونية على اللباس القطني و البدلة المهترئة و صاح " أي بناية !!!!   هل لك أدنى فكرة عما تكلفه البناية ؟؟؟ لدينا أكثر من سبعة ملايين دولار فقط للنبات الطبيعي في هارفرد "
صمتت السيدة لبرهة. سر الرئيس و ايقن أنه سيتخلص منهما.  التفتت السيدة نحو زوجها و بصوت هادئ قالت:
" أهذا كل ما تكلفه الجامعة ؟ لماذا لا نبدا مشرع جامعة خاصة بنا ؟
أومأ زوجها بالقبول . تشوش وجه الرئيس و علته الحيرة... و انصرف السيد و السيدة ليلاند ستانفورد مسافرين إلى يالو التو في كاليفورنيا حيث أسسا الجامعة التي ستحمل اسميهما ..تخليدا لذكرى ابنهما الذي تجاهلته هارفرد.
Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق