في ليلة شديدة الظلمة ، كان مروان في جانب الطريق المؤدي إلى المدينة في انتظار احدهم أن يقلّه..بغتة أبرقت وأرعدت و بدأت أمطار تتهاطل بغزارة زادت من حلكة الظلام. مرت لحظات ثقيلة و الحال هكذا ولم يتوقف له أحد.
كانت الأمطار غزيرة إلى حد حجب الرؤية ولولأمتار قليلة. فجأة شاهد مروان سيارة تقترب ببطء إلى أن توقفت عنده . لم يصدق…ودون سابق تفكير فتح الباب و ركب…التفت يسارا فلم يجد أحدا داخل السيارة…و كان مكان السائق شاغرا.
انطلقت السيارة ببطء… سرت في أوصاله رعدة خوف…لاحظ من بعيد المنعرج يقترب…زادت مخاوفه و بدأ يدعو و يلح في الدعاء…في غمرة هذا الخوف و عند المنعرج ، إفتُتح باب السائق و امتدت يد إلى المقود لتديره. تسمر مروان في مكانه من شدة الخوف…شلت جثته…أحس بتمدد مثانته…و بقي متشبثا بالكرسي يلاحظ نفس السيناريو عند كل منعطف…تمادت العاصفة في غيها كأنها نوت إطالة خوفه وإذلاله…في لحظة هاربة من زمنه هذا …لملم مروان كل ما بداخله من شجاعة وقفز من السيارة…. و انطلق يعدو كالريح… يعدو ..ولم يُعقـّب..إلى أن وصل إلى أول مقهى…دخل يلهث…طلب حليبا بالفريز.. و بدأ سرد ما حدث له بالتفصيل المشوق المثير … و النادل رفقة صاحب المقهى وبعض الحاضرين مشدوهين..
قرابة النصف ساعة مرت…عاد لمروان رشده و هدوؤه… و يدخل رجلان المقهى و المياه تتقاطر من ملابسهما….يلهثان…يتمايلان تعبا و إرهاقا ، و بنبرة حادة ملؤها الحنقة و الغضب يقول أحدهما للأخر:
" أنظر هناك !!! في إشارة تجاه مروان…أنظر إلى ذاك الكلب الأحمق !!!! ذلك هو الذي كان راكبا بالسيارة بينما نحن منهوكين بدفعها تحت العاصفة "
0 التعليقات:
إرسال تعليق