المصيدة
سمعت الدجاجة تلك الجلبة و الضوضاء فصاحت: " صديقي الفأر... انا اعلم ان هذا مشكل عويص بالنسبة لك، و هذا ما لا يهمني اطلاقا ، لذا كف عن هذا الصخب "
لجأ الفار الى العنزة عله يجد مواساة منها : " يوجد مصيدة بالبيت !!! "
ردت العنزة : " يا إلهي !!! انا افهم تخوفك ... عليك ان تحذر و من جانبي انا سأدعو لك الله... هذا اقصى ما باستطاعتي فعله ".
احس الفار بوحدة حادة و لم يبق له الا البقرة ، هرع اليها و افضى لها بتخوفه , ردت البقرة عليه :
" عزيزي الفار... مادخلي أنا بمصيدتك ؟ هل سبق لك رؤية بقرة تحتضر بمصيدة فئران؟؟؟
ايقن الفار ان لا احد مهتم بتخوفه و انه لن يتلق اي مساندة لجأ الى جحره مختبئا و لم يغمض له جفن حرصا على عدم السقوط في المصيدة.
في الصباح سمع الجميع تلك الجلبة فقد امسكت المصيدة شيئا.
ذهبت زوجة المزارع لرؤية ان كان الفار قد مات و لما كان المكان لما يزل مظلما لم تر المراة ان المصيدة قد امسكت بذيل افعى سامة ، عند اقترابها من المصيدة تلقت عضة فتاكة.
سمع المزارع صراخ زوجته ، هرع لنجدتها و نقلها الى المستشفى على جناح السرعة حيث قدمت لها الاسعافات الضرورية ، غير ان مصالح المستشفى اضطرت الى ابقائها لخطورة الحالة.
بعد يومين ،، أعيدت المرأة الى بيتها،، معفاة غير ان حمى لازمتها من تاثير السم و لم يجد الزوج للتخفيف من ذلك الا حساء دجاج ساخن ،،، ذبح الدجاجة.
بدات المراة تستعيد عافيتها ،، و كونهما مزارعين ذوي سمعة جد طيبة في القرية محبوبين من الكل ،، بدأ الزوار يتوافدون على البيت ،، فكان لزاما على صاحب البيت اكرام ضيوفه ،، ذبح العنزة.
بعد ايام استعادت المراة عافيتها كلية و كف اهل القرية عن الزيارة ،، جلس المزارع يراجع حساباته فالفى نفسه مدينا لاكثر من جهة و ليس له ما يمكنه من التسديد فاضطر الى اخذ البقرة الى المذبح البلدي ،،، باع البقرة.
كان الفار طيلة هذه الايام داخل جحره ،، يرى و يشاهد و يفكر: " لقد حذرتهم ... الم يكن افضل للدجاجة ، العنزة و البقرة ان يفهموا ان مشكل اي واحد منا هو خطر للكل؟؟؟ "
0 التعليقات:
إرسال تعليق