"صفة الصفوة" من أمهات ما كتب الإمام أبو الفرج ابن الجوزي ، لا أمل قراءته أبدا ، كلما أحسست غلظة بقلبي ، فتورا في عزيمتي رحت أنقّب فيه عما يشحذ همتي ،، قلت أنقب؟ كلا هذه الكلمة ليست في محلها ، لأنك حيثما اتفق لك فتحه فإنك ستقرأ ما يشفي غليلك و يدفعك دفعا نحو جو إيماني رحب و يوقظ روحك إلى مكمن الداء و سر الدواء.
أصل هذا الكتاب كتاب "حلية الأولياء" لأبي نعيم الإصبهاني و قد قام ابن الجوزي باختصاره و تنقيته من كثرة الأسانيد التي ترهق كاهل القارئ و بذلك جاء ملائما لروح عصرنا
وأنا أقرأ عن الولي منصور بن زاذان ، لفتت انتباهي عبارة " لو قيل له إنك ميت اليوم أو غدا ما كان عنده مزيد " و قد تكررت هذه العبارة للعديد من الصالحين كأبي مسلم الخولاني الذي كان يقول.. لو رأيت الجنة عياناً ما كان عندي مستزاد، ولو رأيت النار عياناً ما كان عندي مستزاد.. آخر، صفوان بن سليم، لو قيل له: غداً يوم القيامة.. ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة..
استوقفتني هذه العبارة ،،كان الواحد من هؤلاء تام العبادة ،، لو قيل له غدا ستموت لم يكن بوسعه أن يزيد شيئا عما دئب عليه من شتى أصناف العبادة ،،، صوم بالنهار...ذكر في كل وقت ،، إن لم يكن الوقت كله ،، صلاة دائمة ،، قيام ليل داوم عليه عشرات السنين و عزلة عما يتخبط فيه الخلق من أمور الدنيا إلا فيما لابد منه.
فقلت في نفسي ،، ماذا لو قيل لي أنني سأموت غدا ؟؟؟ غدا !!! لا ، غد قريب جدا ، ليس لي حتى وقت التفكير فيما سأعمله.. لنقل بعد شهر ،، نعم ماذا لو قيل لي أنني سأموت بعد شهر ؟؟ ماذا لو لم يبق لي في هذه الدنيا سوى ثلاثين يوما ؟
يا ويلي !!! كارثة !!
كنت انوي أن أدرج هذه التدوينة ضمن تصنيف " قراءات " ، غير أني فضلت أن أخصص تصنيفا جديدا أسميه " ثلاثون يوما " أدرج فيه ما سأعمله خلال ثلاثين يوما قبل موتي ،، قبل قيام قيامتي ، أليس من مات قد قامت قيامته ؟
و إني أدعوكم أن تتخيلوا معي ،، ماذا لو قيل لكم ذلك ؟ يذهب أحدكم إلى الطبيب ، أي طبيب قصد فحص عادي ،، فيفاجأ أنه مصاب بمرض مزمن و أنه لم يبق له إلا ثلاثين يوما ( الشر برا و بعيد، وندعو الله العافية ) و لكن كل شيء وارد ،، ماذا لو؟ بدلا أن يخط لك وصفة طبية ، يصارحك بالحقيقة النهائية ،، لم يبق لك إلا شهرا واحدا ،، و عبثا تحاول قصد أطباء و متخصصين آخرين ،، الكل متفق. ستقوم قيامتك عند انقضاء آخر ثلاثين يوما من حياتك.
هيا تخيل معي ، وقل ماذا ستفعل ؟ ماهي أولوياتك ؟ ممن ستطلب السماح ، ومن ستسامح ؟
من ، و ماذا و كيف ؟
أسئلة كثيرة تجول بخاطري الآن ، لذا خصصت لها هذا التصنيف الذي أدعوكم أن تتابعوني خلاله و تشاركوني تخيلاتكم الخاصة.
لا اصدق طبعا لاني احتمال ان اموت اقرب من هذا الوقت
ردحذفولن اغير شئ في حياتي
تحياتي
مدونة مقهى عازبة
اول شيء اقوم به هو الإغتسال لنية التوبة و ازور كل من اعرفهم ولي معهم علاقات أحاول معرفة إن كنت أخطأت تجاههم وأستسمحهم ،ثم أرد ديوني و من ثم أعكتف طالبا من الله المغفرة.
ردحذفأظن هذا ما يمكنني فعله.
تحياتي.
الأخت صاحبة المقهى
ردحذفأظنه قرارا شجاعا و ارتجاليا منك أن لا تغيري شيئا في حياتك...يا ليتني كنت مثلك.ولو أنني أشك في أن تصرفك تجاه من تحبيهم سيبقى هو هو و لن يتغير .. أعيدي التفكير و تخيلي أنك ستغادريهم ، و سترين.
شكرا جزيلا على الزيارة و التعليق.
تحياتي و مودتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفلا اخفيك سرا اني ما ان قراءة الاسطر الاولى حتى انتابني شعور رائع يدفعني للخروج فورا لاقتناء الكتاب وصوتا في داخلي يهمس فائلا لقد فاتك الكثير
شكرا لك لتلك المدونه الرائعه والكلامات المعبره
سلمت يداك
سلام عليك يا أحمد..x_self
ردحذفأحمد الله تعالى أن جعلني سببا لإقتنائك الكتاب...آمل أن ينفعك و تلقى فيه مأمولك.. و صدقني لن تندم.
تحياتي و مودتي.
على فكرة مدونتك رائعة.سأتابعك.
وجدت الكناب سأعتزل العالم لأقرأه ولو بقيلي يوما واحدا سأقرأه حبا في الصالحين شكرا جزيلا على الموضوع
ردحذفمرة أخرى تطل يا امين ،،،نعم إقرأه يا امين لإنه كتاب جدير بالقراءة بدل المرة مرات عدة...
ردحذفشكرا على المرور.
تحيتي القلبية و مودتي.
جزاك الله خير
ردحذفوبارك فيك
أول مرة أزور مدونتك القيمة .. تهنئتي لك على المجهود المبذول والرائع..
ردحذف