و سستتبعك السعادة !!!
قط متشرد يتسكع في الطرقات باحثا عما يسد رمقه . عند منعطف ما يقابل قطة صغيرة لطيفة المظهر منهمكة في الدوران حول نفسها لاهثة تحاول مسك ذيلها . تدور وتدور المسكينة جاهدة بكل ما في وسعها من سرعة لمسك ذيلها القصير الناعم . وقف القط المتشرد و سألها :
- " ماذا دهاك يا قطتي ؟ ماذا تفعلين ؟ "
توقفت القطة الصغيرة عن الدوران و ردت بفخر " لقد تعلمت أن البهحة و السعادة و النجاح إلى جانب الحظ السعيد يكمنوا في رأس ذيلي ، وما علي إلا المسك بطرف ذيلي لأحصل على ذلك كله "
تبسم المتشرد ورد عليها: " لقد أدمنت الطرقات و الأرصفة ، و تعلمت مثلك أن البهجة ، السعادة ، النجاح و الحظ كما قلت في طرف ذيلي ، و لكن ، عليك أن تعلمي أنني إذا لم أطارد ذيلي واكتفيت بالعمل و الكدّ جهدي دون الإهتمام به فإن الحياة السعيدة ستظل دائما تتبعني حيثما حللت. انظري !!! ذيلي دائما ورائي و سيظل دائما يتبعني أينما ذهبت ، لذا أنا لست بحاجة لمطاردته. "
ليست السعادة مكانا ولا زمانا و لا حتى شيئا نملكه . انه حدث نحدثه.. الوسيلة لذلك هي أن نكف عن القلق. وبدلا من ذلك ننهمك فيما سخرنا الله له و نعمل بكد و إخلاص فيما وُكّلنا به ، و حينذاك ، بعد العمل بجد وإخلاص نية ستتبعنا السعادة كذيل القط المتشرد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق