الاثنين، 4 أبريل 2011

تعلّم الكتابة على الرمل

عند انتهائي من كتابة  مسودة هذه القصة قفزت إلى ذهني أغنية فيروز التي مطلعها:
بكتب اسمك يا حبيبي ع الحور العتيق
تكتب اسمي يا حبيبي ع رمل الطريق
وبكره بتشتي الدني ع القصص لمجرّحا
وبيبقى اسمك يا حبيبي و اسمي بيمّحا.

أظن ان مرد ذلك أن للأغنية نقطة شبه مع مقصد القصة وهي التعبير عن معاني الحب بخط لا يمحيه توالي الأيام ولا تنسينا  ذكراه  صروف الدهر .
وتذكرت كذلك قصة " ثقوب السياج" التي ادرجتها سابقا اظن أن لها علاقة بقصة اليوم (أنا أظن كثيرا .!!!!)، فلا ضير عليك قارئي أن تطّلع عليها ، إن لم يثقل كاهلك النقر على الرابط طبعا.

إلى قصة التائهين الآن ..... قراءة ممتعة ان شاء الله.



صديقان تائهان في الصحراء ، رمال على مد البصر ، حر خانق ووحدهما يتمايلان شاقين غياهب المجهول ، في خضم تيههما هذا تحتد ملاسناتهما  فيتجرأ احدهما دون قصد ويصفع الآخر. لم ينبس المصفوع ببنت شفة ، بلع غصته..ولاذ بالصمت ثم جلس في مكانه فوق رمل يشوي وكتب:
" اليوم ، تلقيت صفعة على وجهي...... وممن ؟  أعز أصدقائي ".

واصلا سيرهما إلى غاية أن وصلا إلى واحة غناء بها الماء يجري ، لم يصدقا الحدث .. ارتميا على الماء ، تارة يشربان وطورا يغطسان. أما ذاك الذي تلقى الصفعة فتمادى في الغطس إلى درجة فقدان السيطرة على نفسه ...تعب ...خارت قواه .... وبدأ في الغرق، فارتمى الأخر تجاهه ينقذه.
اخرجه من البركة ،وجلسا في ظل نخلة وارفة ، ولما استعاد المصفوع وعيه ، استدار نحو صخرة بجانبه وخط :

" اليوم ، اعز أصدقائي أنقذني من الموت ".

سأله الآخر : لماذ عندما آلمتك، كتبت ذلك على الرمل بينما أراك الآن تكتب على الصخر ؟"

ابتسم الصديق وقال : إذا ما آذانا احد الأصدقاء علينا تدوين ذكرى  أذيته على الرمال حتى تأتي رياح العفو و الغفران وتمحو أثار ذلك من قلوبنا أما وقد أحسن إلينا فما يكون لنا إلا نقش ذكرى إحسانه على اصلب حجرة  من أعماق قلوبنا حيث لا ريح تمحو الذكرى  و لا معول  يكسر الحجرة "


Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق