الأحد، 24 أبريل 2011

نعم الوفاء

    كان لرجل زوجة صالحة  جميلة، يعيشان في هناء و سعادة، يحبها و تحبه .وقد حل بالقرية التي يسكنان فيها مرض  من أعراضه انتشار الدمامل في الجسم . مما يسبب تشويه بشرة المصاب إلى حد البشاعة.
 وفي يوم ظهرت على الزوجة  أعراض هذا المرض الخبيث فعلمت انها مصابة به وستفقد جمالها لا محالة .. وحيث أن الزوج كان مسافرا حاولت جهدها و بأي طريقة أن تخفي عنه  الإصابة .
 في طريقه للعودة يصاب الزوج  بحادث يؤدي لفقده بصره ، تتألم الزوجة لذلك غير أنها ترضى مستسلمة لقدرهما ، فلعل الله لم يرد ان يزعزع ذاك الحب المنغرس بينهما، وعاشا حبيبين سعيدين ، قانعين بما كتبه الله لهما ، وتفاقمت الإصابة ...انتشرت الدمامل في صفحة ذاك الوجه المشرق ...ذبلت الوجنتان و تجعد الجبين الوضاح... وغزا التشوه وجه الزوجة بأكمله...و الزوج لما يزل يحيا بحبها وصورة وجهها الصبوح منقوشة في خياله ... وتمضي الأيام و السنون...اربعون سنة تمر على هذا الحال ، الإحترام متبادل ، الحب دائم ، و المودة ديدنهما...إلى ان سقطت ورقتها ...و شُيعت إلى مثواها الأخير  ..و بكى الزوج على فراق عشيرته، حزن  حزنا شديدا لفراق حبيبته.. وحينما انتهت مراسيم الدفن ..و هم كل حي للعودة من حيث اتى  .. قام الزوج ليغادر المقبرة فإذا بأحدهم يناديه ليسأله:
- " إلى اين أنت ذاهب؟"
- " إلى بيتي."
-" اسمح لي اقودك ، فلا يمكنك العودة لوحدك."
- "بلى يا أخي ، فأنا لست اعمى كما يظن الجميع."
- "كيف ذلك؟"
-  تظاهرت بالعمى  حفاظا على مشاعر زوجتي ، علمت بمرضها , وقد كانت نعم الزوجة فخشيت أن تُحرج من مرضها أمامي، فتظاهرت بالعمى طوال الاربعين سنة وتعاملت معها بنفس حبي لها قبل مرضها .











Share:

هناك 15 تعليقًا:

  1. ما اجمله من وفاء وما ارقى قصصك واختياراتك للمعاني الراقية التي صرنا نفتقدها كثيرا في زمننا
    سعدت كثيرا بما قرات هنا
    بوركت استاذي

    ردحذف
  2. هو في كده ؟؟
    ساعات كثير باقرأ قصص عن الوفاء والحب والايثار ، واتسائل بيني وبين نفسي .. هو في كده ؟؟

    ردحذف
  3. ma hada ya said inaha Min ahla ma katabta la tatassawar mada dahchati wa ana akraa el sattre el akhir mountaha errawaa ma arka adabaka ya said

    ردحذف
  4. البركة فيك يا هوس الحلم ، اسعدتني زيارتك و إننا نسعى جهدنا لنكون أوفياء لقرائنا ، لمن نقرأ لهم وكل من بادلنا حبا و مودة.
    تحياتي لك.
    شكرا.

    ردحذف
  5. تحياتي الأخت وجع البنفسج...
    ... وليه ما يكنش؟؟؟؟
    حينما يصفو القلب و يتجذر في شغافه الحب الصراح لا يكون مثل هذا الوفاء بدعا من الأفعال.

    فممكن جدا ، غير ان الأوفياء في زمننا هذا عملة نادرة ، نادرة جدا.
    اشكرك على المرور و التعليق.
    تحياتي ومودتي.
    شكرا.

    ردحذف
  6. صورة راائعة لمفهوم الوفاء
    الذي أصبح معدوما نوعا ما في زمننا

    بارك الله فيك ووفقك

    ردحذف
  7. جمبلة يا سعيد
    و لكنى أشارك المعلقين الذين سبقونى
    هذا نوع من الحب و الوفاء يحتاج إلى ملاك لا إنسان ليقوم به
    أعتقد أن كل بنات حواء يتمنين مثل هذا الزوج
    تحياتى لك

    ردحذف
  8. اخي و حبيب قلبي عبد الحليم ،،، و اخيرا تمكنت من التعليق على تدويناتي ،،، هكذا يا حليم ، حتى و لوكان ذلك بحروف لاتينية... اسعدني تواجدك يا حليم و اثلج ثدري تعليقك.

    شكرا لك على الإطراء.

    حبي ووفائي.

    ردحذف
  9. تحياتي اخت خولة ، مرحبا بك في يوميات الوجع و الحنين ، فعلا الوفاء قليل ايامنا هذه و إن كان موجودا فليس بهذا الرقي .

    اسعدتني زيارتك.
    تحياتي.

    ردحذف
  10. شهرزاد ، يا امرأة قليلة الكلام ، وبنو آدم كذلك يحتاجون لوفاء مثل هذا ،،، و اشاركك الرأي انه نادر...
    و لكنه ليس معدوما.

    سعدت بتعليقك.
    تحياتي

    ردحذف
  11. يا الهي
    نعم الوفاء*
    هل مازال موجودا؟؟؟

    ردحذف
  12. راائـــع الوفـاء وجميل الابحار بين أمواجه ..

    تنساق القلوب الصادقة اليه دونما شراع !

    ممم صراحة انا لا ادري أأكون وفية لهذا الحد ؟

    بل أنا أستفسر أمثل هذا هو وفاء و ايثار أم أبلغ من ذاك ؟!!

    جميل :)

    ردحذف
  13. إلى الأخت المروكية، تحياتي و مرحبا بك في يوميات الوجع و الحنين.
    أنا افضل المروكية على المغربية، لأن اسمي ماروك.
    عن الوفاء ن انا اظن مثل هذا الوفء لا زال موجودا...هذا رايي و لكن ليس لمدة اربعين سنة!!!!!!

    تحياتي القلبية للجارة العزيزة.

    ردحذف
  14. سليمان مسعود chatir777@hotmail.com9 يونيو 2011 في 10:28 م

    أصبتني في الصميم ياأخي سعيد

    ردحذف
  15. ما عاش من يصيبك يا محمد،، فقط زرنا مرة على مرة و اترك تعليقا أو... اقول لك شيئا ... اترك حرفا.
    سلامي

    ردحذف