الجمعة، 29 أبريل 2011

رب اعتذار انتج تدوينة


 





بعد أيام من  تسجيلي في النادي الجزائري للتدوين، زرته للاطلاع على بعض المدونات المشاركة و لم لا التعرف على أصحابها وقد سبقني في الانضمام إلى النادي مائة مدون و بذا كانت مدونتي الواحدة بعد المائة.

    رحت أتجول في أقسام النادي ... المنتدى ، الدليل ، المعلقة إلى أن  لفت انتباهي عنوان تدوينة لأحد المدونين المشاركين في المسابقة . كان العنوان هكذا " لا وقت للانتظار " ، عنوان عادي جدا غير أنه إذا كان قد سبق لك أن  أدرجت تدوينة و لها نفس العنوان فحتما سيثير فضولك أن تجد نفس العنوان لتدوينة آخر ،،، قد ترغب قي  أن تقارن ماذا يقول الآخر بقولك...خاصة إذا كان مشاركا معك في نفس المسابقة.

   المهم... نقرت على العنوان فلم يكن لي وقت للانتظار !!!!  وكانت مفاجأتي حين وجدت تدوينتي كاملة .. نقلها صاحب المدونة كاملة ...(كوبي/كولي)... فرحت... صدقا فرحت ،  لأني ببساطة ذكرت في تدوينة سابقة أن من بين الأسباب التي تدفعني للتدوين "رؤية القراء ينسبون أفكاري إليهم  " ،غير آني حزنت... ليس بالمعنى التام للحزن ولكني تمنيت  لو أن  المدون الذي نقل تدوينتي  ذكر المصدر ... من باب الأمانة مثلما يقولون .



   غلقت المدونة ورحت أبُحر في مدونات أخرى ثم انتقلت للدليل فإذا بي اقرأ أن المدونة التي نقلت تدوينتي، حتى لا أقول سرقت، تعد من بين أولى  المدونات المنضمة  للنادي وهي من بين المدونات العشر الأكثر زيارة.... هنا استغربت...كيف لمدون أن يعرض مدونته لضياع المصداقية بالنقل الحرفي  إلى درجة نقل نفس العنوان و نفس لون الخط ؟ فكتبت لصاحب المدونة رسالة خاصة ، استعملت لذلك بريد احد الاصدقاء  كون بريدي الخاص لم يرد أن يُفتح  و لم يكن لي وقت للانتظار ...لست ادري إن كنت شديدا الوطأة في رسالتي ، لا أظنني كنت كذلك !!!  .

سئمت الحديث بصيغة المذكر!!!   إلى التأنيث إذا، لان المدون المذكور هو الاخت فايزة صاحبة مدونة " لا ..أقولها و أمضي ".

في المساء ، فتح صديقي وليد بريده ، وكان الرد ، بدا لي ان الأخت فايزة لم يكن لها وقت للانتظار  بدورها... قرأتُ الإعتذار... أعدت قراءته... أحسست بندم ، تأنيب،، شيئ من هذا القبيل وقلت في نفسي "لعلي كنت قاسيا نوعا ما "، فراجعت رسالتي الأولى ولم اجد إلا سطرين بهما لفت انتباه للاخت أنها لم تذكر  المصدر.


زرت النادي و إذا  بي اجد اعتذارا آخر  و به تذكيرباعتذار قد سبقه وربما لم يصلني ، فتذكرت قصة لأنطون تشيكوف ، تحكي عن موظف كان يتفرج في قاعة اوبيرا.. يعطس فيبلل رقبة احد الحضور امامه  ثم........


أفضل ان تشاركوني قراءة القصة كاملة ، فتلخيص القصة كترجمتها يفقدها الكثير، و في حالة ما أعجبتكم وهذا ما أنا متأكد منه ، يمكنكم تحميل  مجموعة من قصصه من هنا 


موت موظف
قصة قصيرة لأنطون تشيكوف
ذات مساء رائع كان إيفان ديمتريفيتش تشرفياكوف، الموظف الذي لا يقل روعة، جالسا في الصف الثاني من مقاعد الصالة، يتطلع في المنظار إلى " أجراس كورنيفيل" .
وراح يتطلع وهو يشعر بنفسه في قمة المتعة . وفجأة … وكثيرا ما تقابلنا "وفجأة" هذه في القصص . والكتاب على حق، فما أحفل الحياة بالمفاجآت ! فجأة تقلص وجهه، وزاغ بصره، واحتبست أنفاسه .. وحول عينيه عن المنظار وانحنى و … أتش !!! عطس كما ترون . والعطس ليس محظورا على أحد في أي مكان . إذ يعطس الفلاحون ورجال الشرطة، بل وحتى أحيانا المستشارون السريون .
الجميع يعطس، ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج، ومسح أنفه بمنديله، وكشخص مهذب نظر حوله ليرى ما إذا كان قد أزعج أحدا بعطسه . وعلى الفور أحس بالحرج . فقد رأى العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويدمدم بشيء ما . وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال بريزجالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية . وقال تشرفياكوف لنفسه : " لقد بللته . إنه ليس رئيسي بل غريب، ومع ذلك فشيء محرج . ينبغي أن أعتذر".
وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلى الأمام وهمس في أذن الجنرال :
- عفوا يا صاحب السعادة، لقد بللتكم ..لم أقصد .
- لا شيء ، لا شيء .
- أستحلفكم بالله العفو . إنني .. لم أكن أريد !
- أوه، اسكت من فضلك ! دعني أصغي !
وأحرج تشرفياكوف فابتسم ببلاهة وراح ينظر إلى المسرح، كان ينظر ولكنه لم يعد يحس بالمتعة . لقد بدأ القلق يعذبه . وأثناء الاستراحة اقترب من يريزجالوف وتمشى قليلا بجواره، وبعد أن تغلب على وجله دمدم :
- لقد بللتكم يا صاحب السعادة .. اعذروني .. إنني لم أكن أقصد أن …
فقال الجنرال :
- أوه كفاك ! أنا قد نسيت وأنت ما زلت تتحدث عن نفس الأمر !.. وحرك شفته السفلى بنفاد صبر .
وقال تشرفياكوف لنفسه وهو يتطلع إلى الجنرال بشك : " يقول نسيت بينما الخبث يطل من عينيه . ولا يريد أن يتحدث . ينبغي أن أوضح له أنني لم أكن أرغب على الإطلاق .. وأن هذا قانون الطبيعة، وإلا ظن أنني أردت أن أبصق عليه .. فإذا لم يظن الآن فسيظن فيما بعد ! …" .
وعندما عاد تشرفياكوف إلى المنزل روى لزوجته ما بدر عنه من سوء تصرف . وخيل إليه أن زوجته نظرت إلى الأمر باستخفاف فقد جزعت فقط، ولكنها اطمأنت عندما علمت أن بريزجالوف "غريب" .
وقالت : - ومع ذلك اذهب إليه واعتذر وإلا ظن أنك لا تعرف كيف تتصرف في المجتمعات .
- تلك هي المسألة ! لقد اعتذرت له، لكنه … كان غريبا .. لم يقل كلمة مفهومة واحدة، ثم إنه لم يكن هناك متسع للحديث .
وفي اليوم التالي ارتدى تشرفياكوف حلة جديدة، وقص شعره وذهب إلى بريزجالوف لتوضيح الأمر .. وعندما دخل غرفة استقبال الجنرال رأى هناك كثيرا من الزوار ورأى بينهم الجنرال نفسه الذي بدأ يستقبل الزوار . وبعد أن سأل عدة أشخاص رفع عينيه إلى تشرفياكو . فراح الموظف يشرح له :
- بالأمس في "أركاديا" لو تذكرون يا صاحب السعادة عسطت و .. بللتكم عن غير قصد .. اعذر ..
- يا للتفاهات .. الله يعلم ما هذا ! – وتوجه الجنرال إلى الزائر التالي – ماذا تريدون ؟
وفكر تشرفياكوف ووجهه يشحب : " لا يريد أن يتحدث أذن فهو غاضب .. كلا لا يمكن أن أدع الأمر هكذا … سوف أشرح له …"
وبعد أن انتهى الجنرال حديثه مع آخر زائر واتجه إلى الغرفة الداخلية، خطا تشرفياكوف خلفه ودمدم :
- يا صاحب السعادة ! إذا كنت أتجاسر على إزعاج سعادتكم فإنما من واقع الإحساس بالندم ! . لم أكن أقصد، كما تعلمون سعادتكم ! .
- فقال الجنرال وهو يختفي خلف الباب :
- إنك تسخر يا سيدي الكريم !
وفكر تشرفياكوف : "أية سخرية يمكن أن تكون ؟
ليس هنا أية سخرية على الإطلاق ! جنرال ومع ذلك لا يستطيع أن يفهم ! إذا كان الأمر كذلك فلن أعتذر بعد لهذا المتغطرس . ليذهب إلى الشيطان ! سأكتب له رسالة ولكن لن آتي إليه . أقسم لن آتي !".
هكذا فكر تشرفياكوف وهو عائد إلى المنزل . ولكنه لم يكتب للجنرال رسالة . فقد فكر ولم يستطع أن يدبج الرسالة . واضطر في اليوم التالي إلى الذهاب بنفسه لشرح الأمر ..
ودمدم عندما رفع إليه الجنرال عينين متسائلتين :
- جئت بالأمس فأزعجتكم يا صاحب السعادة، لا لكي أسخر منكم كما تفضلتم سعادتكم فقلتم . بل كنت أعتذر لأني عطست فبللتكم … ولكنه لم يدر بخاطري أبدا أن أسخر وهل أجسر على السخرية ؟ فلو رحنا نسخر فلن يكون هناك احترام للشخصيات إذن …
- وفجأة زأر الجنرال وقد أربد وارتعد :
- اخرج من هنا !!
فسأل تشرفياكوف هامسا وهو يذوب رعبا :
- ماذا ؟
فردد الجنرال ودق بقدمه :
- اخرج من هنا !!
- وتمزق شيء ما في بطن تشرفياكوف . وتراجع إلى الباب وهو لا يرى ولا يسمع شيئا . وخرج إلى الشارع وهو يجرجر ساقيه .. وعندما وصل آليا إلى المنزل استلقى على الكنبة دون أن يخلع حلته …
ومات.
 *******
لذالك كانت هذه التدوينة ، فرب اعتذار انتج تدوينة ، و رب اعتذار نشأت اثره صداقة.
يكفي لهذا اليوم فقد احسست أنني ثقيل عليكم نوعا ما!!! .








Share:

هناك 4 تعليقات:

  1. أخى سعيد

    يا لك من متسامح، تقبلت الإعتذار بصدر رحب
    لا أعرف إن كان يمكننى أنا التصرف مثلك إذا حدث الموقف معى

    ذكرتنى بعمنا تشيكوف الذى أمتلك عددا من كتبه ربما سأعود لقراءتها قريبا
    بالطبع القصة التى أوردتها رائعة كما هى كل أعماله
    تحياتى

    ردحذف
  2. تحياتي اخت شهرزاد.
    انا متأكد انك لو قرأت اعتذار الأخت فايزة لتصرفت مثلما تصرفت .... و انا أحسن الظن بها و بحسن نيتها.
    ما يهمني الآن اننا اصبحنا صديقين ...إفتراضيين.

    اسعدني تواجدك و تعليقك.

    ردحذف
  3. ليتني كنت سارق..!! تدوينتك .؟؟

    لأنال ثوابين : الفوز من جهة ..؟

    والتسامح من جهة أخرى .

    يالها من محضوضة الأخت : فايزة ..؟؟

    تحياتي العطرة .

    ردحذف
  4. اخي عبد الله
    شكرا للزيارة و التعليق.
    أما عن أمنيتك...ماذا أقول لك ؟ في وقتنا هذا أصبحت السرقة فن لا يتقنه إلا القلة القليلة، و من يجهله او تصعب عليه ممارسته يصيح - العنب حامض -....

    مرحبا بك أخي...اتمنى لك من قلبي التوفيق...رجائي ان تدعو لنا في ظهر الغيب علّ دعاءك يصادف قبولا فينال كل منا ثوابا.

    تحياتي و عذرا على التأخير.

    ردحذف