الجمعة، 13 مايو 2011

قصة الثور الجالس



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أنا من محبي سماع اغاني  الأستاذ الفنان  القدير: وديع الصافي، و أكثر ما يشدني في فنه  تلك المواويل التي لا يجاريه فيها احد على الإطلاق، وقد قال فيه يوما ، هرم من أهرام مصر ، الأستاذ محمد عبد الوهاب:" نحن نطرب الشعب و وديع يطربنا"...لذا فأنا لا أمل ابدا سماع هاتيك المواويل، و من بينها موال رائع يأسرني و يثير في حنينا إلى حب دفين لا أقدر سبر غوره، إنه موال: "لوين يا مروان"... سمعته البارحة .
إليكم بدايته:
لوين يا مروان ع مهلك   لمين تارك ارضك واهلك

 و في مقطع رائع منه يصيح الفنان بحنجرته الشجية:
ها الارض منا ودمنا منها     وغلاتها وخيراتها منا
الحب صورة مصغرة عنها  والعزم صورة مصغرة عنا
فتقفز في ذهني قصة "الثور الجالس" وكفاحه وعناده للغزاة البيض حفاظا على ارض ابائه و اجداده، لذا عزمت على إدراجها اليوم .

 حمي وطيس الحرب بين غزاة أمريكا و الهنود الحمر أصحاب الارض الأصليين .
قبل أن يموت بوقت قصير ، ينادي شيخ القبيلة  ابنه المسمى " الثور الجالس" ليلقنه وصيته.
"يا ولدي،عن قريب سأوارى التراب و أعود لأمنا الارض" ثم اضاف " حينما أغادركم ، ستصبح هذه السهول و المروج الخضراء ارثكم،  لم اترك لكم مالا و لا ثروة، والقوة التي تركتها فيكم ليست للفخروالادعاد انما هي مسؤولية "
" تركت بين يديك قومنا و قبيلتنا و التراب الذي تمشي عليه... اتمنى ان تكون بقدر هذه المسؤلية واهلا لهذه المهمة.. عن قريب سياتي الرجل الابيض... سيحيط بنا ويحاول شراء امنا الارض. تذكر ان عظامي تنام هنا و انني جزء من امنا الارض"
شد "الثور الجالس" يد ابيه و ضمها الى صدره وعاهد ان لا يبيع ابدا ارضه.
ويأتي الرجل الابيض...يحاول شراء الارض...يراوغ...يساوم ...يهدد...وزعيم القبيلة "الثور الجالس" يرفض الصفقة. يحتدم النزاع...تراق دماء..تقطع اشلاء...والثور لما يزل على عهده ...الى ان يخسر معركة امام الجنود الامريكيين... ويتم أسره ...
خلال أسره...سألوه...ما الذي جعلك تكافح بكل تلك الحمية مع علمك ان قضيتك خاسرة ؟
رد: " و هل يبيع الرجل عظام ابيه؟؟؟؟؟ لا ينبغي ذلك ابدا ".




Share:

هناك 7 تعليقات:

  1. السلام عليكم اخ سعيد
    و نحن نحي يوم النكبة الفلسطينية بل العربية ..جاء هدا الحديث و هده القصة التي أوردتهافي الصميم .. بل أصابني في غير مقتل .
    إننا نعيش يا اخ سعيد لأجل ذلك اليوم الدى تسترد فيه كل فلسطين ..؟
    بقي شيء أخير .. وديع الصافي من الفنانين العرب القلائل الدين أحب طربهم و طريقتهم في الغناء .. إختيار موفق جدا.
    تحياتي
    فايزة

    ردحذف
  2. اشكرك أختي فائزة على المرور و التعليق و ما قلته عين الصواب.
    تحياتي ومودتي.

    ردحذف
  3. قبل أن نحرر فلسطين من الصهاينة علينا أن نحرر أنفسنا من التبعية العمياء لأتباع غير ملة الإسلام أولا ، ونعود لنهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه
    العاصم من الفتن و الموحد عند الإختلاف و الشقاق

    ردحذف
  4. هو كذلك، وهل يبيع الرجل عظام أبيه؟

    أحسنت القول

    تقبل مروري

    رشيد

    ردحذف
  5. @الصحفي المتواضع أشكرك ايها الرائع على المرور ، التعليق و الملحوظة... دمت بمحبة وود.

    @ أخي ابو حسام مرحبا بك في مدونة يوميات الوجع و الحنين ، نتمنى أن لا تكون زيارتك هذه أخيرة من نوعها.

    تحياتي العطرة

    ردحذف
  6. لا لن أبيع عظام أبي ، حتى لو ضيقت علي الخناق وكان موتي سببا لذلك، أشكرك أخي الغالي، كلمات رائعة ، وأدعوك لزيارة مدونتي المتواضعة وأتمنى ان نرى تعليقاتكم وهي تنير اكنافها.

    متابع إن شاء الله

    ردحذف
  7. الارض ليس لها اهميه كاهمية الانسان والثقافه ... نحن لانقاتل من أجل ارض إن دمائنا اغلى عند الله من الكعبه نفسها .. ولكننا نقاتل من أجل كرامتنا وشرفنا و ديننا فالغازي سوف يدمر قيمنا و ينتهك حرامتنا و ويذل كرامتنا..و كذلك كان اجدادنا عندما ما كانوا يفتحون بلاد الكفار, لم يتركو اواطانهم و ارضهم وأهليهم من اجل ارض او ثروات كما فعل الرجل الابيض, بل من اجل تحرير الانسانيه من الظلم و الاضطهاد و ليعيدو لهم كرامتهم وانسانيتهم و يبينوا له السراط المستقيم الى الله , وهم بالخيار اما ان يقلبو الحق أو ينكروه ...لم نغزو ابدا من اجل الارض والثروات بل من اجل محاربة الشر و نشر الخير
    نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد, من ظلم الاديان الى عدل الاسلام , و من ضيق الدينا الى سعة الدنيا والاخره

    ردحذف