الثلاثاء، 7 يونيو 2011

الجنتلمان



******


*****
بجيبه حفنة قطع تقدية ووريقات ، يمر الطفل الصغير بقرب محل الأيسكريم...يرى كثرة الزبائن بداخله ، يدخل ويجلس ..تأتيه النادلة مسرعة ..كانت ترتدي تنورة بيضاء قصيرة...وضعت على طاولته كأسا به ماء وقالت بابتسامة حنونة: نعم ...طلباتك؟
تنحنح الطفل مبتسما .. وقال : انا احب الأيسكريم بالكاكاو ... هل عندكم الأيسكريم بالكاكاو؟ بكم الأيسكريم بالكاكاو؟
- بخمسة دولارات ... هل آتيك به؟
أدخل يده في جيبه اخرج كومة القطع النقدية ، بدأ يعد... انزعجت النادلة فالزبائن بين داخل وخارج والطلبات كثيرة... وضعت يديها على خاصرتيها وهي تدق الأرض بقدمها... والطفل يعد.
رفع رأسه نحوها وعلى ثغره ابتسامة مترددة وقال : انا احب الأيسكريم بالكاكاو... ولكن بكم الأيسكريم بدون كاكاو؟
بدأ القلق يسري في نفس النادلة ...انزعجت...وردت عليه: اربعة دولارات!!!
نكس الطفل رأسه ثانية وراح يعد ، تأففت النادلة ، تلفتت يمنة ويسرة.
قال: حسنا، أنا احب الأيسكريم بالكاكاو ، ولكني سآخذ ايسكريم بدون كاكاو.
انطلقت النادلة أتت بالأيسكريم بدون كاكاو ووضعته فوق الطاولة وبجانبه الفاتورة وغابت.
التهم الطفل الصغير الأيسكريم بدون كاكاو بتلذذ وسعادة...أتمه ..ألقى نظرة إلى مبلغ الفاتورة...اربعة دولارات...اخرج ما بجيبه..عد أربعة دولارات وضعها فوق الفاتورة ودولارا بجانبها إكراما للنادلة كما يفعل الرجال المهذبون... رغب في مناداتها غير انها كانت جد مشغولة...اعتدل واقفا  وخرج.
 ظهرت النادلة...لم تجد الطفل... لملمت مافوق الطاولة... توقفت في مكانها...تجمدت... وانحدرت من عينيها عبرتان.
Share:

هناك 21 تعليقًا:

  1. واو ، حتى الصغار لهم رقة الكبار ،
    و رغم كبر بعض الكبار الا انهم يحنون في الأخير
    سرد رائع ، بوركت

    ردحذف
  2. :) حلوة
    ياله من رجل صغير

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    جميلة جدا وراقت لى

    التعليم منذ الصغر يظهر هنا
    فلقد تعود هذا الطفل على ان يكون ( جنتلمان)
    رغم افلاسه ونقوده القليلة الا انه يتمسك بادب التعامل

    رائعة .... بوركت اخى
    لك ارق تحية
    دمت بخير

    ردحذف
  4. قصة جميلة و العبرة رائعة
    ...لـــــــــــكن لمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذا
    الــــدولارات؟؟؟ ...واش بيه الدينار...
    أنا أشتري الأيسكريم بالدينار و بالكاكاو...:)
    تحياتي.

    ردحذف
  5. مرحبا بالاخ عبد الحفيظ هنا في يوميات الوجع و الحنين ، اظن ان هذا اول تعليق لك هنا، اسعدني إعجابك بالقصة والسرد.
    تحياتي وشكري.

    ردحذف
  6. الأخت موناليزا، يا له من طفل كبير!!!
    دمت بمحبة.

    ردحذف
  7. ما اجمل الاطفال وبراءتهم
    بصراحه ابكاني تصرف الطفل الصغير
    انه صغير عمرا ولكنه كبير قدرا

    ردحذف
  8. مرحبا بك مجددا أختنا ام هريرة،شكرا على المرور وقد سعدت ان نالت إعجابك.
    تحياتي

    ردحذف
  9. يا بنت الجزائر، تعاليقك تثير في شهوة الحكي و الإسترسال و لولا ضيق الوقت لحبرت لك الآن ما يشبه التدوينة.
    فرحت اليوم فالتدوينة قد نالت إعجابك...أما عن الدولار فأنا- صخشيا-اتنقل إلى امريكا كلما رغبت في تناول الايسكريم بالكاكاو...اما اذامارغبت في تناول -لاكريم بالكاوكاو- فانني استعمل الدينار.
    فالأيس بالدولار ... و لا بالدينار، القضية قضية حروف فقط.
    تحياتي.

    ردحذف
  10. سليمان مسعود chatir777@hotmail.com9 يونيو 2011 في 10:18 م

    بز كبير و أكثر من رائع

    ردحذف
  11. الأخ أو الأخت MEME مرحبا بك في يوميات الوجع و الحنين، اسعدتني زيارتك.
    احيي فيك رقتك.
    تحياتي ومودتي.

    ردحذف
  12. الأستاذ سليمان مسعود لقد شرفتمونا بزيارتكم يا استاذ، ولست أدري حقيقة
    أي حمار قد مات من جهتكم؟
    فعلا هو بز كبير و لكن الأكثر روعة هو انتم بتعليقكم هذا.
    تحياتي و مودتي.

    ردحذف
  13. قصة هادفة معبرة
    يا له من طفل كريم
    تحياتي

    ردحذف
  14. رائعة هذه القصة ،هنا عندما يكون الصغير معلما
    أما عن لما هي بالدولار و ليست بالدينار أختي بنت الجزائر متى كان هناك جنتلمان كبير عندنا حتى يكون هناك صغير؟؟

    ردحذف
  15. جميلة
    فعلا جنتلمان
    و بالمناسبة يوجد من أبناء العرب من هو جنتلمان كبير و صغير أيضا
    مجرد رأيى المتواضع
    تحياتى لك

    ردحذف
  16. يأني الدّرس من حيث لا تعلم...
    أعتقد أن الكرم و الإكرامية يولدان كخصلة فطرية وهناك من يحافظ على فطرته و هناك من يتعانى عليها...
    تحياتي....

    ردحذف
  17. الأخ مصطفى سيف مرحبا بك في زيارتك الأولى ليوميات الوجع و الحنين ، ىمل أن لا تكون الأخيرة.
    تحياتي العطرة.

    ردحذف
  18. أختي خديجة... اعجبني تعليقك بل أضحكني ، الجناتل قليلون عندنا - جمع جنتلمان-.
    فيما يخص تدوينتك الأخيرة- السلام هو البصمة الوراثية للجزائر- حاولت التعليق عليها ولكني لم استطع الدخول بحسابي في جوجل.
    وسأقول لك رأيي هنا، انا جزائري ، قبائلي ، شاوي أو مزابي ، ليس لي أدنى داع لأن أبين لأي كان أني مسلم،وحده ربي سيحاسبني ولا مخلوق يملك مفتاح الجنة ،اتكلم لغتي ولهجتي فهمني من فهمني ، ومن لم يفهمني ليس ذنبي أما عن هؤلاء الذين ذكرتهم قرني او عوضي او جني ،، لن يضرني ابدا جهلهم بهويتي كما لا افرح بمعرفتهم بها.

    أحيي فيك غيرتك اختاه.
    دمت بمحبة و خاء

    ردحذف
  19. شكرا لك أخي سعيد على الإهتمام
    حاولت أن لا آبه لهذا لكن لم أستطع ،نصيحتك رائعة سأحاول تطبيقها.

    ردحذف
  20. يا امرأة قليلة الكلام ، شهرزاد
    الخير لا ينقطع ابدا، ربما يقل، يندر ولكنه باق .
    تحياتي

    ردحذف
  21. آآه
    الحلاج ابن عمي عندنا يا مرحبا يا مرحبا
    بالفعل يا حلاج، كلامك الدواء و البلسم.

    لا تبخل علينابزياراتك.
    تحياتي.

    ردحذف