الجمعة، 17 يونيو 2011

أين تكمن قوة المدونة؟

****


****

   من خلال تجربتي المتواضعة والقصيرة في عالم التدوين ( أنا في شهري السادس !!!) أيقنت انه لكي تحجز مكانا في عالم التدوين هذا ، لجلب قراء جدد وإيثار فضولهم وحثهم على تكرار زيارة مدونتك بدلا من مدونات أخرى تعالج نفس الموضوع ، يتوجب عليك الإفصاح عن رؤيتك الخاصة ، إبداء رأيك، التعبير عن بصمتك خلال التدوين وذلك بالكتابة  بصيغة المفرد ، المتكلم.

     
مما أراه خطأ شائعا في مجال التدوين هو مراعاة  الحيادية و البحث عن الموضوعية أثناء معالجة موضوع ذي طابع إخباري ، فأي كاتب يستطيع نقل الخبر دون إبداء رأيه ويكون في قمة الموضوعية ، في المقابل ، ما يهم القارئ ، زائر المدونة ، والذي يدفعه  للعودة وتكرار الزيارة ، ويعطي قوة لمدونتك هو: الرأي الشخصي لصاحب المدونة.

 مما يثير شهية القارئ لمعاودة زيارة المدونة ، هو تجربة المدون الشخصية ، تفاعله مع الحدث ـ أفكاره و تأملاته وما استفاد ه أو استنتجه خلال هذه التجربة الشخصية.
لذا على المدون أن يحاول جهده عدم الاكتفاء بنشر التدوينة ، أيا كان نوع التدوينة ولكن يحاول إعطاء رأيه الشخصي وليكن متأكدا  أن  الرأي هذا هو مكمن قوة أو ضعف المدونة.

 لماذا الضعف ؟  لأننا كلما كانت ذاتيتنا طاغية على الموضوع كلما كنا أقرب إلى التدوين منا إلى الصحافة. ولهذا كانت المدونات  وسائل إعلام خاصة بعيدة كل البعد عن الأخرى التقليدية  وفي رأيي يجب أن تكون هناك  حدود بينة بين المدون و الصحفي .
هذه الذاتية التي تُعد منقصة في مجال الصحافة تعتبرعنصرا مهما  من عناصر قوة التدوين حيث  تُقدم المعلومة بطريقة مختلفة ، طريقة يطغى عليها الطابع الإنساني موفرة للقارئ بديلا غنيا ومتنوعا عن وسائل الإعلام التقليدية إضافة إلى تعدد الموضوعات المتطرق إليها في المدونات.

  أخيرا...أرى أن الكتابة بصيغة المفرد المتكلم ، تقرب المدون أكثر إلى القارئ و الزائر و تضفي ذاك الجو التواصلي الحميمي .
 ألا ترون مثلي أن  التعليق على تدوينة كُتبت بصيغة المفرد أسهل و أمتع من غيرها ؟
 وهنا تكمن كل قوة المدونة : التفاعل مع القراء.
Share:

هناك 11 تعليقًا:

  1. صحيح ما قلته، فمن خلال ملاحظتي للمشاركات في مدونتي، أغلبها يكون في الموضوعات التي أتحدث بها بشخصية وزاوية نظر غير حيادية... الأخبار بدون رأي شخصي لا تقدم تفاعلا من القراء..
    في مدونتي أحاول في كل المواضيع أن أتكلم بهذه الصيغة أيضا..

    ردحذف
  2. بالفعل يا اسماعيل لقد لمست ذلك في تدويناتك.
    اشكرك على المرور.
    دمت بمحبة و إخاء.

    ردحذف
  3. تمام ، عين الصواب لكن لا تخلوا امور من الزامية الحياد
    لكن اغلب ما تكتبه يجب ان يكون لك فيه لمسة خاصة و الا
    ما الفرق بينك و بين صحيفة تنقل الأخبار ، بوركت
    سلام

    ردحذف
  4. منذ مدة، و أنا أقرأ بعض عناوينك على Bloginy, و لضيق الوقت لم أتبع حتى اليوم رابطا واحدا يأتي بي إلى هنا. آسفة...
    لكن ربما لأن الموضوع يهمني جدا... لا أدري لماذا أعلق اليوم...
    هناك مبدأ يدرس في مدارس الصحافة يقول : الخبر مقدس و التعليق حر و هي ترجمة لمقولة Beaumarchais : "Les commentaires sont libres, les faits sont sacrés".
    بمعنى أن على الصحفي (أو الكاتب) أن يحترم قداسة الخبر أو المعلومة و لا ينقلها إلا بكل صدق. أما التعليق (أو القراءة الشخصية) فالصحفي هنا حر أن يقرأها و يعلق عليها انطلاقا من نظرته الخاصة. و هنا يتبين لنا زيف الحيادية التي تغنى بها الكثيرون لسنين طوال. فالحيادية ليست موجودة أبدا في التعليقات الصحفية، لكن هذا لا يعني عدم التحلي بالموضوعية. الحيادية شيء و الموضوعية شيء آخر. و رغم الالتزام بالموضوعية (قدر المستطاع) هذا لا يعني أننا لا نكتب بصيغة المتكلم المفرد. فكما قلت أنت و بالتأكيد هذا هو المهم و الأهم. أنا شخصيا و ما يهمني على المدونات هو رأي المدون طبعا. بما أن المدونة لشخص لا ينتمي لحزب أو لحركة أو لجهة رسمية فلما الحيادية التي لا يلتزم بها حتى الصحفيون "الكبار"؟

    ردحذف
  5. صحيح كل ما أتيت على ذكره هنا أخي
    يجب أن يكون هناك حدود بينة بين المدون و الصحفي و إلا فلنبقى مع الصحف الجوفاء
    الرأي الخاص للمدون غالبا ما يعبر عن الرأي العام و هنا تكمن خصوصية التدوين
    بارك الله فيك .

    ردحذف
  6. اخي عبدالحفيظ ، مرحبا بك ، الحياد لازم في نقل الخبر سيما الذاتية واجبة في اتخاذه مادة للتدوينة بحيث يلمس القارئ تفاعل و رأي المدون.
    شكرا لك عبد الحفيظ على المتابعة ، ودمت بمحبة.

    ردحذف
  7. الأخت أم الخير...
    مرحبا بك في زيارتك الأولى ليوميات الوجع و الحنين ، يسعدني أن تكون عناويني في bloginy ، قد شدت انتياهك.
    اشكرك على التعليق الذي أراه تدوينة قائمة في حد ذاتها.
    مدونتك " لن يعلمناالتاريخ شيئا" رائعة بدون مجاملة... أظن ان هذه هي الترجمة الصحيحة لعنوانها .
    سعدت بزيارتك.
    تحياتي

    ردحذف
  8. فيك بركة أختاه خديجة، أشكرك على المرور المتكرر
    تحياتي الأخوية الصادقة.

    ردحذف
  9. السلام عليكم
    موضوع يستحق النقاش ولا يكف تعليق حتى نوفيه حقه سأحاول أن أناقشك من خلال موضوع, تحياتي لك

    ردحذف
  10. مرحبا بآرائك ومواضيعك المثيرة يا يحي.
    أنا في الإنتظار.

    تحياتي العطرة.
    شكرا

    ردحذف
  11. شكرا على : "بدون مجاملة". و الترجمة صحيحة طبعا لكن للتوضيح فقط : التاريخ لن يعلمناشيئا لأننا لا نريد أن نتعلم فهذه هي مشكلتنا نحن بني البشر.
    أتمنى لك المثابرة على التدوين و المضي قدما إن شاء الله...

    ردحذف