السبت، 2 أبريل 2011

إقطع الحبل

يمكن لهذه القصة أن تزيد من إيماننا ويقيننا في خالقنا ، أتمنى ذلك إن شاء الله.  
شاب هوايته تسلق الجبال، بتحد و عزيمة وبعد سنين من التحضير قرر ان يتسلق جبل الأكونكاجوا  ليصل قمته. و كونه كان من محبي المجد و الشهرة  قرر صعود الجبل بمفرده.

بدأ التسلق..و بدأ الوقت يمضي .. الليل يرخي سدوله ... الظلام الحالك يعم الأرجاء  و الشاب لم يقرر التخييم . كان الظلام حالكا ثقيلا وقد زاده العلو و صوت الوحدة وحشة و رهبة وكان مجال الرؤية معدوما بحيث لا يقدر الشاب حتى على رؤية قدميه... الكل أسود صريم ..لا قمرا ينير و لا نجوما يهتدي على بريقها حيث كانت هناك غيوم كثيفة تحجب أي نور يأتي من قبة السماء.
بينما لم يبق له إلا قرابة المائة متر عن القمة ،انزلقت رجله اليمنى و سقط ، وكان سقوطه بسرعة لا توصف و أثناء ذلك لم يكن برى إلا الظلام في الظلام و إحساس بجاذبية رهيبة تشده نحو الأسفل و كأنها تمتصه إلى هاوية ما، وفي أثناء الهبوط ، و كلمع برق خاطف مر شريط حياته بحلوه ومره... و أيقن الشاب أنه لا محالة ميت.

غير انه ارتج رجة كادت تقسم جسده نصفين ، لأنه مثله مثل كل متسلق  محترف ربط  وسط جسمه بحبل  وكان ذاك الحبل سببا في بقائه معلقا في السماء ، لا يرى شيئا غير الظلمة الحالكة ، لا يسمع شيئا غير الصمت الرهيب و لم يبق له خيار سوى الصراخ " ساعدني يا إلهي"
" النجدة !!!" " أنقذوني !!!"  " يا إلهي أنقذني !! "
فجأة...يسمع هاتفا يهتف: " ماذا تريدني أن افعل لك؟
" أنقذني "
"هل تعتقد حقيقة أنه بإمكاني إنقاذك؟"
" بالتأكيد يا إلهي ،، بالتأكيد"
" إقطع الحبل الذي يربطك إذن"
لحظة صمت تلف المكان ، سكون رصاصي الثقل.. امسك الشاب بالحبل بشدة،فهذا الحبل هو ضمان بقائه ،  تشبث به ولم يرد ابدا تركه.
في الغد ، و عندما أشرقت الشمس ، وجد فريق الإنقاذ شابا معلقا بحبل وقد مات متجمدا، وما لفت أنظارهم وأثار تعجبهم انه لم يكن يبعد عن الأرض أكثر من مترين.

********
ماذا عنك أنت؟ إلى أي درجة تثق في الحبل؟

ألا يمكنك قطع الحبل و التشبث باليقين في خالقك؟


Share:

هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا جزيلا لك
    وبثّ الله هذا اليقين في قلوبنا جميعا

    ردحذف
  2. الشكر لك يا رضا على الزيارة.كلنا شوق إلى برد اليقين يثلج صدورناو يذهب عنا هم التذبذب و توهان الشتات .
    آمين يا رب العالمين.
    تحياتي و مودتي.

    ردحذف
  3. جميلة القصة ..

    لكن ان وضعت نفسي مكان ذاك الشاب أظنني سأفعل مثله .. نعم هناك يقين بالله .. لكن لا أجد في القصة رابطا يربطها باليقين ..

    ممم أقصد .. الصوت الذي سمعه الشاب هو صوت من داخله صوت واحد من الاصوات الصارخة في الداخل البشري .. وكيف لهذاالشاب في ذاك الموقف أن يفكر بمصدر الصوت ممم .. لا أعلم .. لكن ليس من الحكمة في ظرف هذا الشاب أن يقطع الحبل !!

    وبورك فيكم :)

    ردحذف