الجمعة، 23 مارس 2012

نقاء الأيادي و الفكر

كوني اضع صورة للمفكر الجهبذ  مالك بني في صفحتي على الفايسبوك، فهذا لا يعني الا انني مهوس بأفكاره و أني اتشرف بانتمائي لامة انجبت رجلا مثله، ولسبب ما ، ربما هذا الذي ذكرته ، كتبت الأخت عديل الروح عديلة، موقفا بسيطا  من مواقفه على صفحتي لا يمكنني الا ان انشره هنا ليطلع عليه زوار المدونة.

******
يـحكى عـن مالك بن نبي رحـمه الله ، أنـه زار مرة أحـد المـطـاعـم الفـرنسيـة فـي المدة التـي ذهـب فيـها طالـبا للعلـم بعـد العام 1930، وجلس فـي طاولـة فخـمة ينـتظر النادل وحيـداً فـي وسـط مجتـمع جـد راقٍ يثـقبه بنـظرات عميـقة لها معـانٍ كثيـرة،، وبعد إنتظارٍه برهـة مـن الزمـن وصـل لمالك بن نبـي ما طلـب مـن أكـل، فسمـى الله وشرع فـي تـذوق الطعـام علـى الطريـقة التقليـدية رغـم فـخامة المطعـم، حيـث كان يأكـل بيـديه كمـا يفـعل الكثـيرون فـي الأكلات الشعبـية الجزائـرية.
 وبيـنما هـو كذلك تـقدمت نحـوه سيـدة راقـية أنيـقة المظهر، وقـالت لـه هازئـة مشيـرة إلـى الشوكة:"la fourchette"وكانـت تقـصد لم صنعـت الشوكة ؟

نـظر إليـها مالك نـظرة الواثـق مـن نفـسه وأجـاب :
"
Elle est faite pour les mains sales et mes mains sont propres"
 أي : "لقـد صنـعـت مـن أجـل الأيـادي المتّـسخة ويـداي نظيـفـتان"
كان هـذا الجـواب كافيا للسيـدة كـي يجعـلها تستـديـر وتـترك المطعـم بسرعة.

*****

ياترى هل كنت ستتصرف مثله لو تخيلت نفسك مكانه؟ هل كان سيحضرك هذا
الرد؟
تخيل هذا الموقف و اكتب تعليقا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Share:

هناك تعليقان (2):

  1. رد قاتل .... ما اروعه من رد
    بوركت على نقلك المفيد ، يستحق النشر في كل مكان

    ردحذف
  2. ما أروعك انت يا عبد الحفيظ، دائما في الطليعة ، دئما تسعدني زيارتك و تعليقك.
    بارك الله فيك.
    تحياتي.

    ردحذف