الخميس، 30 ديسمبر 2010

45 سببا للكتابة

تدوينة قيمة قرأتها في مدونة ستيف بافلينا ، يحصي فيها الأسباب التي تدفعه للكتابة بذاك الكم الهائل و قد سرد فيها مائتي سبب . وقد ذكر انه كان ينوي كتابة عشرين سبب (20) غير انه أخطا مضيفا صفرا للعشرين فأصبحت 200 ، و حين محاولته التصحيح ، فكّر " ما المانع !!! .. يمكنني بلوغ المائتين ". وفعلا سرد مائتي سبب لذلك.
بعد إتمامي قراءة  التدوينة قلت في نفسي  ما المانع أن أدون أسبابي وبدأت دون تحديد عدد ما ، إلى أن بلغت خمسة و أربعين سببا.
إليكموها:


وقد كتبتها كيفما اتفق لي ذلك دون ترتيب اولويات.
1-       المرح
2-       التعليقات الايجابية .
3-       تكثيف  الروابط .
4-      رؤية القراء يسجلون تعاليقهم حول كتاباتي في مواقع أخرى.
5-      إثارة نقاشات هادفة.
6-      مساعدة الآخرين فيما أتقنه .
7-      تعرية روحي .
8-      محاولة مني لأكون صادقا  .
9-       محاولة أن أكون مبدعا .
10-     كشف ما بداخلي .
11-     تبادل الأفكار مع الآخرين .
12-     تعرية واقع مرير.
13-     كسب أصدقاء جدد .
14 -    بناء سمعة .
15-     الربح المادي.
16-     النجاح .
17-     تطوير ملكة الكتابة لدي .
18-     أن أكون كاتبا يعبر عن مشاعر الآخرين.
19-     كسب الكثير من القراء .
20-     رؤية الآخرين يطوّرون أفكاري .
21-     رؤيتهم ينسبون أفكاري إليهم .
22-     رؤية القراء و قد أعجبتهم كتاباتي .
23-     توعية الناس .
24-     قراءة ما كتبته والإعجاب به إلى حد الشك من كوني أنا كاتبه.
25-     رؤية كلمة كاتب قبل اسمي .
26-     ليعرفني القراء .
27-     تحويل دروس الحياة المؤلمة إلى منبع إلهام قصصي.
28-     أن أكون مسؤولا .
29-     أن اعمل ما أراه صوابا .
30-     الشعور بالانجاز .
31-     التواصل مع كتاب آخرين .
32-     الكتابة تلبية لرغبة ذاتية محضة .
33-     الكتابة لأشخاص أحبهم .
34-     تغيير نفسي نحو الأفضل.
35-     لسماع صوت  أزرار لوحة المفاتيح .
36-     أن أكون ضمن الموجة.
37-     رواية القصص .
38-      لكي يفهمني الغير.
39-     كي أكون إنسانا .
40-     لأبتسم و انشر البسمة .
41-     لأنمو.
42-     لأفاجأ  بكمّ المعاني التي كانت بداخلي .
43-     لأزيح هما شغلني.
44-     لا لسبب معين.
45-      تمضية وقت فراغي.


وأنا انهي هذه الدوافع طرأت في ذهني فكرة الإستفادة من تجارب بعض المدونين
العرب ممن اتابع كتاباتهم فرأيت ان أورطهم راجيا منهم إبداء آرائهم وتجربتهم
 الشخصية.


لذا طرحت الأسئلة الثلاثة هذه :


1- ماذا تعني لك الكتابة ؟
2- لماذا تكتب ؟
3- كيف تتعامل مع الوقت ؟


 وأخترت المدونات الثلاث  
 
1- عصفورة الشجن
2-  علي مزهر.
4-  محمود الباتع.
Share:

ذاكرة مذبوحة

مسكني من يدي ومشينا ، و كانت يده كبيرة و أصابعه خشنة . مشينا حتى ظننت أننا لن نقف ، و كان يقول : " نذهب للمقبرة نزور أختك سعدية و أخويك إبراهيم و الهادي ، أمك اسمها أمينة ، و أنا أبوك ، أبوك القاسم ."
  كنت اسمعه غير أن عينيي كانتا معلقتين بأعالي الكروم على طرفي الطريق الأسود حيث توجد حبات سود تلمع بفعل ضوء الشمس الشديد...
قال : أتريد قليلا من التوت ؟
وقصد كرمة وقال : " هذه شجرة توت . إنها مثل كرمة العنب في الدار، و لكنها لا تطرح عنبا بل توتا ، تذكر هذا يا احمد.
امتدت يده إلى أعلى و رأيت الشعر المكوّر على ساعده ، وسمعت خشخشة أوراق التوت الرمادية ، و كانت يدي تشد في سرواله الأسود . وجاءت يده أمام صدري مفتوحة عليها حبات توت غلاظ ، ورأيت حبة تسقط من يدي ، انحنيت احملها إلى فمي فنهرني : " لا لا ، ارم عنك ، الم تر أنها وسخة ملطخة ؟ ألا يكفيك ما بيدك ؟ لو كانت أمك هنا ... و سكت ...ثم قال : "هيا بنا لقد أضعنا من الوقت ما فيه الكفاية ، ثم إن الإكثار من التوت يؤلمك ، و كانت يده فوق بطني و أسنانه تظهر.
ومسكني من يدي و مشينا و كنت آكل التوت... كان حلوا و حامضا ، و ليس حلوا وليس حامضا ، و حين وصلنا الباب كانت يداي فارغتين و أصابعي تلتصق ببعضها .
قال : " هي ذي المقبرة ."
كنت أرى منة خلال الباب أباءا آخرين ، كانوا يدخلون ، بعضهم مرفقين بأمثالي ...سيارات كبيرة ،، رمادية و أخرى بيضاء وأخريات سوداء ، ونساء يشبهن خالتي الزهرة يجلسن القرفصاء مكبوبات الرؤوس ، على بعضهن ملاءات بيض تماما كخالتي الزهرة.
مررنا بجانب أب غريب الأطوار ، كان يمتص عودا ابيضا قصيرا و ينفث غبارا ابيضا كغبار قدرنا ، و حين تجاوزناه التفت و رايته ينظرني ، و أغمض عينه اليسرى و ظهرت أسنانه ، أدرت وجهي بسرعة و شدت يدي سرواله وقال :" لا تخف..ألا ترى انه يبتسم لك..انه يمازحك لا غير ..وقد غمزك بعينه."
كانت يده لما تزل تمسك بيدي ، وجلس القرفصاء وشدني إليه أفعل مثله ، وقال: " هنا ترقد أمك أمينة ، عن يمينها ، هنا ،و أشار بيده سعدية وإبراهيم ، أما هنا على اليسار فيرقد الهادي " و سكت . رأيت إصبعه و رأيت التراب مكوما.
قال :" هم أربعة ، وهنا أمك أمينة "
كان فوق احد الأكوام طست ابيض كالذي يشرب منه كلبي "راكس" ، وفي الأمام مغروسة كرمة صغيرة أوراقها رمادية ، وكانت ركبتاي تؤلمانني وراسي ساخن مثل الإبريق .قال : "هذا الجيرانيوم عمره ثلاثة أشهر ، كانت امك تفضل الجيرانيوم ، و قد غرسته بيدي يوم جمعة بعد....." ولم اعد اسمع صوته ، وبدا يتنفس بسرعة...كنت انظر إليه...ووضع يدع على عينييه... وأنا انظر إلى الشعر المصطف فوق فمه..وظهر لي ذقنه مقطبا بينما كان يتنفس بسرعة ثم دعك عينيه وكانت رماديتين تحدقان في وقال :" يا رب..."  وسكت ، وجاءت يده وحطت فوق رأسي وبدأ الماء يسيل من عينيه ، وكانت رماديتين أكثر من ذي قبل وكان على الشعر المصفف فوق فمه قليل من التراب مثل التراب الذي نفضته خالتي الزهرة من على التلفاز بالأمس ، وقال : " ستشفى ، ستبرأ وتكبر يا احمد ، و إذ ذاك يمكنك فهم كل شيء ،،، سيشفى ولدي ،، وتذكر أمك أمينة التي ترقد هنا... لماذا يا رب لا تجعله يذكر؟ "

قمت واقفا أريد العودة إلى الدار لمشاهدة التلفاز ، قال : " ما بك ؟ أتريد أن نعود للدار ؟ ألم تعد ترغب في البقاء مع أمك و إخوتك ؟ انظر ، أخوك الهادي يرقد هنا وأشار إلى كومة التراب الصغرى ما بين الأربعة ، وكان إصبعه غليظا مثل حبة الجزر ولونه رماديا مثل لونها.
قال : ألا ترغب في البقاء قليلا ؟ أتذكر حين كنت تلاعبه وتسرق منه لعبته الزرقاء وكنت تساعده على الوقوف ولم يكن يقدر؟
وبدا يتنفس بسرعة ثانية..ولم تعد عيناه الرماديتان تحدقان في..كان رأسه منكبا ويده على جبهته و كنت اسمعه يتنفس بسرعة ،  لم يدعك عينيه ثانية بينما زحفت يده على كومة التراب ، وسمعته يتكلم لوحده ، لم أفهم كلامه . في الواقع لم أرد الفهم ولا رؤية أكوام التراب ، كل ما كنت أريده  هو مشاهد " الغابة الخضراء "(1) ، أعود إلى الدار و أشاهد الغابة الخضراء.
قام واقفا ولم أعد أحس بالحرارة فوق راسي وقال : " تريد العودة إذن ؟ هيا لنعد "
ومسكني من يدي ، ومشينا وعدت أحس بالحرارة فوق راسي...تجاوزنا الباب و ابتعدت أكوام التراب وقال ملتفتا : " هناك يرقد أخوك الهادي ، عمره الآن عام ، و بجانبه أمك و بالجهة اليمنى سعدية وإبراهيم ...لا تنسى ذلك أبدا ... و أنا أبوك. "
وجاءت أشجار التوت على يمين الطريق و يساره...لم أعد أرغب في أكل التوت ، كل ما رغبته هو مشاهدة الغابة الخضراء.كان يمسكني من يدي و ينظر بعيدا ويقول :" ستكبر وتفهم كل شيء...سأدعو لك الله ليل نهار كي تبرا و تسترجع ذاكرتك...لتذكرني وأمك وإخوتك..لن ادع احدهم يمسك بسوء..سأكون معك أينما حللت...سأكون ظلك " ونظر إلي ورأيت أسنانه مصطفة..كان يبتسم ، وتوقف وتوقفت ، انحنى تجاهي وجاءت يداه نحو وجهي ، وحطتا فوق خدي وقال : " عدني يا احمد ، عدني أنك ستتذكر كل شيء ، عدني فلم أعد اقدر على رؤيتك هكذا ، عدني انك ستتذكر أمك أمينة ، لماذا لا تذكر سعدية ، إبراهيم ، الهادي ، إخوتك يا احمد... حاول يا بني... لقد ذبحوهم أمامك أليس كذلك ؟ هيا يا احمد تذكّر.."  وسكت و ارتعدت شفتاه و اتجهتا نحو جبيني و التصقتا به وقام واقفا.
مسكني من يدي ومشينا ، ومسحت البصاق عن جبيني غير أني لم أجد بصاقا بيدي التي مسحت بها ، ومشينا و كان يقول " أنا أبوك ، و هم ذبحوا أمك و إخوتك ، كلهم ، الأربعة بما فيهم الهادي ، كان لا يزال يحبو... تذكر يا أحمد.. قيل أن رأسه قطعت بساطور و سقطت متدحرجة إلى أن لامست كتفك و أنت مختبئا تحت السرير... أصحيح ذلك ؟ حاول التذكر يا أحمد..... لماذا يا رب لا يمكنه التذكر؟.
وقف و انحنى إلي و قال مبتسما : " الآن سأجعلك تتذكر كل شيء ... اسمع..كان الليل..وكانت الظلمة وانتم حول مائدة العشاء...موافق؟
وكنت أنا واقفا امسح ذراعيي بالمنشفة الوردية بعدما توضأت للذهاب إلى المسجد...موافق؟
وقلت لكم : يمكنكم العشاء من دوني فربما أتأخر بعد الصلاة ، وقلت لك أنت لا تأكل حصتي من لحم الدجاج ، ثم خرجت وتركتكم ..موافق؟
هـه ؟ قل لي ماذا حدث بعدي ؟ وسكت ... وبقيت عيناه تحدقان في و لم تكن رماديتان..ووقف وبدأنا نمشي ولم يعد يقل شيئا ... وبدأت البيوت تقترب شيئا فشيئا و بينما كان يمشي صامتا  كنت أغني أغنية "الغابة الخضراء".
ـــــــــــــــــ
(1) الغابة الخضراء : فيلم كرتون عرض في التلفزيون الجزائري.
Share:

إدمان نيسين

وانا بصدد اختيار عنوان لهذه التدوينة قفز إلى ذهني عنوان " زلزال مسين" ، قصيدة للشاعر الكبير حافظ ابراهيم قرأناها ضمن النصوص التي كانت مقررة علينا ونحن صغار،لا أتذكر منها إلا البيتين التاليين :
ما ( لمسِّين ) عوجلت في صبا ها ودعاها في الردى داعيان
خسفت ثم أغرقت ثم بادت قضي الأمر كلـــــه في ثواني
أما علاقة ذلك بالتدوينة فلا اظنه إلا تناغم العنوانين.
  أقرأ هذه الأيام كتاب " لا إكراه في الحرية " للكاتب عزالدين ميهوبي، مجموعة مقالات كتبها باسلوب الكاتب المتمكن في أدوات اللغة ما ذكرني بكتابات أنيس منصور.

  من ضمن ما قرأت ، مقالة عن الكاتب عزيز نيسين، ذاك الذي ملأ دنيا الأتراك و شغل الناس طيلة ستين عاما من الكتابة و المشاغبة و حين رحل ترك وراءه إرثا أدبيا تسعى كثير من الأمم إلى ترجمته لما فيه من حكمة الشرق و لطائفه.

" كاتب موهوب يمنحك الشعور بمتعة الكتابة و يدفعك إلى كتابة المتعة " هكذا يقول عز الدين ميهوبي ، و هكذا شعرت لأول وهلة حين قراءتي الأولية لكتابه "  تري لي لم " و من حينها وأنا اتصيد كتاباته ، ألملم كل ما كتب عنه و أقرأ ، وأقرأ  مصابا بما يشبه الإدمان اللذيذ الذي لا أدعو الله الشفاء منه.

  في مجموعته القصصية " إنه باق " قصة رائعة عنوانها " الفرنجي برنجي " ، يسرد فيها حكاية مراد الملقب بالخنزير، لم يكن ثمة بالأرض من يجاريه خسة ودناءة ، كان يقوم بما لا يخطرللشيطان ببال و قد حول حياة أهل القرية إلى جحيم بافعاله ومشاغباته.

  يحكي عزيز نيسين في هذه القصة انه  " في احد ايام الجمعة ذهبنا إلى الجامع.وكان جميع أهل القرية قد جاءوا، ولم يأت الإمام بعد.ورحنا ننتظره على أحر من الجمر. وأخيرا ظهرإمامنا.وكان كل من يراه لا يستطيع أن يكبت نفسه من الإغراق في الضحك.
فقد كان وجه الإمام شبيها بقوي قزح : كان كله مخططا بالأخضروالأصفروالنيلي و الأحمر.وبعد ان اجتاز الإمام عتبة المسجد سلم علينا :
- السلام عليكم !
لكن الجميع ظل يقهقه ، ولم يستطع أي منا أن ينطق بكلمة.
فما الذي حدث ؟  لقد استلقى الإمام عند الغدير ، فأخذته سنة من النوم . وهنا جاء الخنزير مراد ، وبكل هدوء لطخ وجهه بالألوان ، وقد أمسكنا به ، و سألناه ، بعد ان (اخذ حصته) :
- لماذا فعلت هذا بخادم الرب أيها الخنزير ؟
فرد بقوله :
- لقد قمت بذلك  كي تعرفوا ان هذا الشيخ لا يتوضأ، ولو كان مسلما صادقا لتوضأ قبل ان يأتي المسجد ، وإذن للاحظ أن وجهه ملطخ بالأصباغ.
وهنا ادركنا أن شيخ جامعنا   لا يتقيد يتعاليم القرآن. "
من تمتع بقراءة عزيز نيسين  لا يغيب عنه ابدا ان مراد الخنزير وما فعله بقريته ما هو إلا عزيز نيسين وما فعله بتركيا وواقعها إن لم نقل الشرق يصفة عامة.

" أنا لا أنصحكم بقراءة ما يكتب لأنكم ستكونون من مريديه "  هذه نصيحة عز الدين ميهوبي  اما أنا فاقول لكم  جربوا وستستمرئون  نيسين وتتذوقون لذة إدمانه ولا يصدنكم عنه قدومه على ترجمة آيات سلمان رشدي كما قيل.

هي ذي وصلة لكتاباته لمن يريد متعة القراءة.
Share:

كتابي هدية لكم

 بعد عدة محاولات لتصميم غلاف كتابي  تمكنت من تحقيق هذا الذي امام اعينكم ، ليس بالمحترف ، اعترف بذلك و لكنه يفي بالغرض  استعملت  برنامج GIMP  و هو برنامج مجاني يمكنكم تحميله من هنا  و التدرب عليه مثلما اعمل هذه الأيام.

و لقد قمت اليوم برفع كتيبي  يوميات الوجع و الحنين آملا أن تطلعوا عليه و تفيدوني بتعاليقكم


Share:

قصة الناسك

مملكة العالم

دعي شيخ ناسك للحضور الى قصر  أقوى ملك في الزمان
" أنا احسد القديسين مثلك  الذين يقنعون بالشيء القليل " قال الملك
" جلالتك !!  و انا احسد من يقنع مثلك بما هو أقل مما اقنع به " رد الناسك.
" كيف امكنك قول ذلك و انت ترى أن كل ما بهذه المملكة يعود لي ؟ " رد الملك و قد أحس بشيء من المهانة.
" لسبب بسيط ، أنا عندي تلك الموسيقى الإلهية المنبعثة  من خلال القبة السماوية ، أنهار و جبال العالم بأسره ، الشمس و القمر لان الله يسكن قلبي . أما أنت.. فكل ما لديك هو هذه المملكة "
Share:

قصة العجل الصغير

اختيار الطريق
الاختيارات التي نقوم بها دون تفكير.
    عجل صغير يريد العودة إلى حقله فيضطر للمرور بغابة عذراء غير  مطروقة ،
كون الحيوان عديم التفكير و يتصرف حسب ما تمليه عليه غريزته ، التمس طريقا ملتويا، تارة يصعد تلا و طورا ينحى منحى وادي.
    في اليوم الموالي يمر كلب و يتخذ نفس طريق العجل لعبور الغابة ، ثم يأتي دور كبش ، زعيم قطيع غنم ، يرى الطريق قد بانت معالمه فيقود أتباعه عبره.
   لاحقا ، بدأ الناس يستعملون الطريق نفسه ، جيئة و ذهابا ، بمنعرجاته يمينا و يسارا،متذمرين من  منحدراته و عقباته . غير أنهم لم يفكروا أبدا في خلق البديل.
   بعد هذا الاستعمال الشديد ، تغير هذا الممر ليتحول إلى طريق ، تمر عبره حيوانات محملة بكل ما ثقل وزنه مجبرة على قضاء ما يفوق الثلاث ساعات لقطع مسافة يمكن اجتيازها في مدة لا تتعدى النصف ساعة.
   مرت سنوات عديدة ، ليصبح ذاك الممر طريقا رئيسيا لبلدة صغيرة ثم الشارع الرئيسي لمدينة. كان الجميع يبدي تذمره من حركة المرور بالمدينة كون الشارع يتبع أسوا تخطيط ممكن.
    بينما الناس متذمرين من هذه الحالة كانت الغابة القديمة تضحك بحكمة لرؤيتهم يتبعون بصورة عمياء سبيلا قد عُدّ من قبل دون طرح السؤال   إن كان ذاك هو فعلا  الاختيار الأمثل .
Share:

كل شيء إلى زوال

من بين طقوس أعياد مدينة فلنسيا الإسبانية ، طقوس غريبة تمتد أصولها إلى مجموعة النجارين القدماء ، حيث طوال السنة تنهمك  مجموعة من  الفنانين و الصناع لتقديم أفضل ما لديهم من نحوت و أعمال فنية عملاقة ، و خلا ل أسبوع العيد تعرض هذه الأعمال في الساحة المركزية للمدينة أمام الملأ، حيث تنطلق مختلف التعاليق و صيحات الإعجاب و الاستغراب  تجاه هذه الأعمال الفنية النابعة من صميم الإبداع.
   في يوم القديس يوسف ، تجمع كل هذه القطع الفنية و تضرم نار كبيرة  ليتم حرقها أمام ألاف المشاهدين إلا عملا واحدا يحتفظ به .
   أثناء تأدية أحد هذه الطقوس ، قالت امرأة انجليزية كانت ضمن الحضور:  "  عمل جبار كهذا يذهب هباءأ !!!!! ".
ردت عليها امرأة اسبانية : " سيأتي يومك أنت أيضا ، حيث تكون نهايتك "
وأردفت :" تخيلي  ملاكا يقول للرب " عمل جبار كهذا يذهب هباءا !!! "
Share:

قصة الصديق الجديد

   رجع الصدى
يقال أن كل إناء بما فيه ينضح ، فأحرى بنا أن نعوُد أنفسنا الحسن و الأحسن في كل شيء  ، في كلامنا ، تصرفاتنا و تفكيرنا... لذا علينا ان نراعي ما يدخل أنفسنا لكي يكون الخارج منها حسنا.
فكلما كان الخارج منها حسنا كان العائد إليها أحسنا ، كل فكرة جالت بخاطرنا ، كل كلمة دارت بألسنتنا ، كل حركة اقترفتها جوارحنا إلا و لها صدى يعود حتما في حياتنا .
يذكرني هذا بقصة ذاك الفتى الصغير الذي كان يحيى بقرب واد . و كان مغرما بذاك الصدى خلف الوادي ، و قد استقر بخلده أن خلف الوادي يعيش فتى أخر يسخر منه طوال اليوم.
حدث مرة أن صرخ الفتى تجاه الوادي " أنا أكرهك !!!! ".
رد عليه الصدى : " أنا أكرهك ".
عاد الفتى إلى أمه شاكيا : " إنه ولد شرُير ... أنا أكرهه ".
بابتسامة ردت عليه أمه : " لماذا لا تحاول و لو مرة واحدة أن تصرخ تجاهه ..أنا أحبك..؟ ".
تردد الفتى ، معتبرا أمه تهذي.. و في الأخير ذهب إلى الوادي و صرخ بأعلى صوته : " أنا أحبك !!!!  ".
فكان الرد من الضفة الأخرى " أنا أحبك... أنا احبك "
غير مصدق لما سمع... رجع الفتى إلى أمه لاهثا : " أمي ...أمي...لدي صديق في الجهة الأخرى من الوادي !!!! ".
Share:

قصة الوالد الصبور

كل ما أملكه من وقت
في المنتزه ، مقابل ساحة اللعب جلست امرأة على مقعد قرب رجل. 
" ذاك ابني ، هناك " قالت مشيرة إلى طفل صغير يرتدي معطفا أحمرا منهمكا في التزحلق.
" طفل وديع " قال الرجل.
" ذاك ابني على الأرجوحة ، صاحب القميص الأزرق " و بعد نظرة إلى ساعته ، نادى ابنه.
" ماذا قلت يا تود ، نذهب ؟ "
كان تود في قمة المتعة  " خمس دقائق فقط يا أبي ، من فضلك ، خمس دقائق فقط "
أومأ الرجل وواصل تود اللعب وقلبه يكاد يطير فرحا.
مرت الدقائق ووقف الرجل مناديا ابنه مرة ثانية " وقت الذهاب الآن ؟؟ "
للمرة الثانية يتحجج تود " خمس دقائق يا أبي ،، فقط خمس دقائق "
ابتسم الرجل و قال " حسنا "
" يا إلهي ،،، إنك بالتأكيد والد صبور "  علقت المرأة.
ابتسم الرجل لسماع ذلك و قال: " السنة الفارطة، بالقرب من هذا المكان  قتل ابني البكر تومي من طرف سائق مخمور بينما كان يلعب بدراجته. لم امضي الكثير من الوقت مع تومي و انا مستعد الأن لأن أنفق كل ما املك مقابل خمس دقائق معه. وقد أقسمت أن لا ارتكب نفس الخطأ مع تود."
" هو يعتقد أنني امنحه خمس دقائق ليتأرجح. الحقيقة هي أنا الذي يحصل على خمس دقائق إضافية للتمتع برؤيته يلعب "
Share: